الترياق ودياسقرديوس ومعجون الياقوت ولا حاجة لأن نذكر الخواص الغريبة الليلة التي نسبها له القدماء وتمدح بها شعراؤهم مثل قولهم : إن الحيوان إذا ضرب بسهم ورأى حديده خرج من جسمه يذهب لهذا النبات فيأكل منه فيشفى جرحه ، وكانت تلك الخواص مشهورة عند العامة ووافقهم عليها غوميروور جيل في زمنهم ؛ فلذا كان له شهرة عند أكابرهم وأبطالهم ، وأما الآن فزالت شهرته ، وشوهد أنه أدنى يقينا من المرزنجوش الداخل معه في جنسه سواء في إحياء القوى العضلية باستعماله من الباطن ، أو في وضعه من الظاهر لأجل تقطيب الجروح ، يسمى الحاشا (١٢) بالإفرنجية (تيم) بالتاء أو بالثاء المثلثة مكسورة هكذا ترسم بالميم في آخر الكلمة ، ولكن تنطق تنم ، أي بتاء مفتوحة ونون وباللاطينية تيموس ، وهي مأخوذة من اليونانية ، قال القدماء : ولا تحريف في تيموس وتومس ؛ لأن الحرف اليوناني الذي بعد التاء يسمى شريكا ، وينطق به في لسان اليونان واوا ، ولفظة تيموس موضوعة الآن لجنس من الفصيلة الشفوية ذي قوتين عاري الثمر ، واسمه من اليونانية معناه شجاعة ؛ لأن أنواع هذا الجنس إذا استنشقت رائحتها البلسمية نبهت القوى ، وشجعت الجسم ، والنوع الذي نحن بصدده يسمى باللسان النباتي تيموس والجارس ، أي الحاشا الاعتيادية فجنسه تيموس من الفصيلة الشفوية يحتوي على أنواع كلها تحت شجيرات صغيرة أو نباتات حشيشية ذوات رائحة قوية أو ضعيفة ، وساقها متفرعة رباعية الزوايا ، وأزهارها وأوراقها صغيرة ، وهذا الجنس قريب لجنس مليسا ، وإنما يختلف عنه بالأكثر بالوبر المزين لباطن الكأس ، ومن الأنواع العظيمة الاهتمام هذا النوع المذكور هنا.
(في صفاته النباتية):
هو شجيرة صغيرة متكاثفة على نفسها متفرعة تعلو من ستة قراريط إلى ثمانية ، وجميع أجزائها مغطاة بغبار سنجابي كأنه رماد ، والسوق خشبية في القاعة وحشيشية من الأعلى ، وتقرب للأسطوانية ، والأوراق صغيرة جدا بيضاوية ملتفة الحافات إلى الأسفل بحيث يظهر من التفاتها أنها خيطية ، وهي منكتة من الأعلى ومبيضة من وجهها في السفلى ، والأزهار وردية أو تقرب للبياض ولها حويملات إحاطية ، وتنضم في العادة ثلاثة في إبط الأوراق العليا فيتكون منها سنبلة وريقية في قمة تفرعات الساق ، وحافة الكأس ثنائية الشفة العليا مثلثة الأسنان ، والسفلى ذات سنين محززين ، ويوجد في مدخل الأنبوبة صنف مستدير من وبر ، والتويج أطول من الكأس بقليل وشفته العليا تكاد لا تكون مقورة ، والسفلى مثلثة الفصوص ،
__________________
(١٢) قوله : الحاشا ... إلخ. كذا بالأصل من غير إفراد لهذا النوع كعادته. اه.