وفصوصها متساوية منفرجة الزاوية ، والذكور غير بارزة من التويج ، والمهبل بارز ويوجد هذا النبات ببلاد المغرب وجنوب أوروبا على الجبال الجافة بين الصخور ، ويكثر جدا بأراضي الشام وسيما بيت المقدس وما والاه ، والمستعمل منه أطرافه المزهرة.
(في صفاته الطبيعية واستعمالاته):
رائحته قوية عطرية مقبولة إذا كان رطبا ، ويبحث عنه النحل ؛ ولذا تكلم المتقدمون على حسن العسل الخارج من النحل الذي يرعاه ، ويصح أن ينسب لهذا النبات جميع خواص النباتات الشفوية والمريحة ، وكذا اللنمام الآتي ذكره بعد هذا ، بل هذا أكثر عطرية وتحملا للقواعد الفعالة منه ، ويجهز منه دهن طيار يحتوي على كافور ، ويستعمل أيضا في المطابخ كأحد الأفاويه ؛ لأجل إزالة الطعم التفه من اللحوم والاجسام اللعابية ، والخضراوات ، وقد ينبت في البساتين للزينة ، فتخاط به أحواضها ، ويوضع أيضا بين النباتات الأخر وفي بيوت الأخلية لمنع لحشرات ولإخفاء الروائح الكريهة.
(في تجريبات القدماء):
أطال القدماء من العرب الكلام في ذكر خواصه ، وسيما ابن البيطار فإنه نقل عن ديسقوريدس وجالينوس وغيرهما أن الحاشا يقطع ، ويسخن تسخينا بينا فهو لذلك يدر الطمث والبول ، ويخرج الأجنة والمشيمة ، ويفتح سدد الأحشاء ، وينفع من النفث من الصدر والرئة ، ولهذا يلزم أن يوضع من التجفيف والإسخان في الدرجة الثالثة وإذا شرب بالملح والخل أسهل كيموسا بلغميا ، وإذا استعمل طبيخه بالعسل نفع من عسر النفس الانتصابي ومن الربو وإخراج الدود الطوال ، والتضمد به مع الخل يحلل الأورام البلغمية الحديثة العهد كما يحلل أيضا الدم المنعقد تحت العين ، ويقلع النمش والثآليل التي يقال لها : أفروخودونس ، وإذا خلط بالسويق وعجن ذلك بالشراب ، ووضع ذلك على عرق النسا وافقه ، وإذا طرح في الطعام وأكل نفع من ضعف البصر ، وإذا سحق وعجن بالماء والعسل ، وشرب منه مقدار مثقالين نفع من القولنج ، وحلل الفضول ، وقوى الكلى على الجذب ، وهيج الجماع ، وهو يبرئ أوجاع الرحم والحلق ، ويقوم مقام الافتيمون إلا أنه أضعف منه في إسهال السوداء ؛ ولذا ينبغي أن يخلط معه الملح ، ومن الناس من يعطيه مع الخل ليزيد في تلطيفه وتقطيعه ونقلوا عن روخس أن الحاشا والسعتر يذهبان الظلمة التي في البصر ، ويلطفان البلغم والحاشا أقوى من السعتر في ذلك.
وقالوا : إن التبخر به ينفع المصروعين ، وربما أفاقوا منه ، وقد يتخذ منه شراب بأن يدق