الموضوع عليها بعض المعادن كما قال تعالى فأتبعه شهاب ثاقب.
(المسألة السابعة) :
إن الشياطين لا يمكنهم الوصول إلا إلى الأقرب من سطح الجو الأسفل ، فكيف يعقل أن تسمع الشياطين كلام الملائكة ، فإن قلتم إن الله تعالى هو الذي يسمع الشيطان حتى يسمعوا كلام الملائكة فنقول فعلى هذا التقدير إذا كان الله تعالى يقوي سمع الشيطان حتى يسمع كلام الملائكة وجب أن لا ينفي سمع الشيطان وإن كان لا يريد منع الشيطان من العمل فما الفائدة في رميه بالرجوم.
(فالجواب) : مذهبنا أن أفعال الله تعالى غير معللة يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد ولا اعتراض لأحد عليه في شيء من أفعاله.
(المسألة الثامنة) :
وفيها مباحث :
(المبحث الأول) :
في قوله : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) [الصّافات : الآية ٨].
(القول الأول) : وهو المشهور أن تقدير الكلام لئلا يسمعوا فلما حذف الناصب عاد الفعل إلى الرفع كما قال تعالى (٥) : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) [النّساء : الآية ١٧٦]. وكما قال تعالى : (رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) [النّحل : الآية ١٥]. قال صاحب الكشاف : حذف أن واللام كل واحد منهما جائز بانفراده أما اجتماعهما فمن المنكرات التي يجب صون القرآن عنها.
(والقول الثاني) : وهو الذي اختاره صاحب الكشاف أنه كلام مبتدأ منقطع عما قبله ، وهو حكاية حال المسترقة للسمع وأنهم لا يقدرون أن يسمعوا إلى كلام الملائكة أو يتسمعوا وهم مقذوفون بالشهب مدحورون عن ذلك المقصود.
(المبحث الثاني) :
الملأ الأعلى الملائكة ، وأما الإنس والجن فهم الملأ الأسفل.
__________________
(٥) قوله : كما قال تعالى ... إلخ. في العبارة نقص ظاهر. اه.