يسع الطبيب جهله» : الباذروج اسم فارسي لبقلة ريحانية معروفة ، وتسميها العرب الحوك ، وتبع في ذلك ابن البيطار حيث قال الحوك ريحان معروف.
وقال داود : الباذروج نبطي باليونانية (أوقيمن) ، وهو بقلة تستنبتها النساء في البيوت ، وقد ينبت بنفسه ، وعند المصريين يعرف بالريحان الأحمر وبعضهم يسميه بالسليماني ؛ لأن الجن جاءت به لسليمان ـ عليهالسلام ـ فكان يعالج به الريح الأحمر ، ويسمى أيضا جمسقرم ؛ لأن جم اسم سليمان ـ عليهالسلام ـ وهو عريض الأوراق مربع الساق حريف غير شديد اليبوسة قوي التحليل والتجفيف انته.
وقال بعضهم : الباذروج بقلة طيبة الرائحة كالريحان بزرا وورقا إلا أن ورقها أكبر من ورقه فيستفاد من كاف التشبيه أن البذروج غير الريحان وإنما يشبه ولا يخالفه إلا في كبر الأوراق ، وهذا الاختلاف اليسير إنما يستدعي كون أحدهما صنفا من الآخر ، ونحن نعول على ذلك ونجعل الباذروج صنف من الريحان ، ومعادلا للاسم اليوناني أوقيمن وكذا هو في الترجمة اللطينية لابن سينا ولا غرابة في ذلك فإنه اسم الريحان أطلقوه على أحباق كثيرة ليست من الباذروج في شيء.
وجعل النباتيون الآن أوقيمن جنسا لأنواع من النباتات الشفوية ذا قوتين عاري الثمر ومعنى هذا الاسم اليوناني يشم منه رائحة مقبولة ؛ لأن نبات هذا النوع يشم منها ذلك والنوع المترجم له هنا هو الريحان الحقيقي أو الباذروج الحقيقي أو الباذروج الكبير ، أو الريحان الكبير أو الريحان الملكي أو شاهسفروم ، أي سلطان الرياحين أو الحبق الصعتري أو الكرماني أو غير ذلك وبعض هذه أصناف له ، ويسمى بالإفرنجية باسليق وذلك الاسم آت من اليونانية ، ومعناه ملكي ، وذلك يدل على علو رائحته غيره من النبات ، وسمى باللسان النباتي أوقيمن باسلقيون ، وهذا النوع هو الكثير الاستعمال ، وهو سنوي في الهند واستنبت بالبساتين في جمع الجهات حتى بالبيوت عندنا ، وفي أوروبا وغيرها بسبب رائحته الجميلة التي تظهر حتى بوضع اليد على أوراقه ونباتات هذا الجنس حشيشية غالبا ، وأحيانا سنوية ، وأزهاره قليلة الظهور ، وتنبت بين المدارين انته.
(في صفاته النباتية):
ساقه سنوية قائمة مربعة الزوايا تربيعا غير واضح زغبية متفرعة ، والأوراق ذنيبية قلبية الشكل خالية من الزغب مغطاة بنقط غددية مسننة تسنينا غير واضح ، والذنيب أقصر من الأوراق والأزهار وردية محيطة المنشأ مهيأة بهيئة سنبلية في طرف الساق والأغصان ، وكل