والأوراق قلبية الشكل حادة ، ذوات ذنيب قصير مسننة بأسنان غليظة حادة وتلك الأوراق خالية من الزغب من الأعلى ، وزغبية منتقعة من الأسفل ، والأزهار مبيضة أو فيها بعض احمرار ، وهي إبطية وإحاطية في أطراف الأغصان بحيث يتكون منها سنابل انتهائية ، والكأس أنبوبي زغبي مضلع ذو خمسة أسنان حادة مفتوحة غير متساوية قليلا ، والتويج ثنائي الشفة وأنبوبته ضيقة جدا طويلة مقوسة ، وهو أقصر من الكأس ، وحافته منفتحة ذات شفتين ، فالعليا قائمة مقورة أو يقال ذات فصين عميقين مستديرين منفرجي الزاوية ، والسفلى ذات أقسام ثلاث فالقسمان الجانبيان أصغر ومنفرجا الزاوية ومنحنيان والقسم السفلى وهو المتوسط أكبر من أخويه ومستدير مقعر مسنن الحافة ، والذكور الأربعة متقاربة تحت الشفة العليا ويجاوزونها قليلا ، والبذور أربعة ليست بيضاوية ، وهذا النبات ينبت في المحال الغير المزروعة وعلى حافات الطرق والحفر والمروج والأماكن الحارة الجافة بأوروبا وغير ذلك من البلاد المجاورة لها.
(في صفاته واستعمالاته):
طعم هذا النبات مر حريف ، ورائحته قوية نفاذة عطرية ، ولكنها قليلة القبول عند البشر ومقبولة للسنانير ؛ ولذلك تتقلب عليه وتحتك به ، وتعضه مع الالتذاذ وتسقيه ببولها وبسبب ذلك يعسر حفظه في البساتين ، ولتلك الخاصية سمي بحشيشة القط أو السنور في لسان العامة ، ويظهر أن فيه لها قوة تهيج الباه كما يفعل ذلك أيضا المارماخور والوالريانا ، وشاهد المعلم رية أن هذا النبات إذا لم ينقل من محل إلى آخر ، بل نبت ببذر بذره في الأرض فإن تلك الحيوانات لا تلمسه أبدا ، ويوضع هذا النبات قرب خلايا النحل ؛ لأجل أن يبعد عنها الفيران التي تفتش على العسل ، وهذا النبات له شبه بالنعنع في الصفات والخواص ، وبسبب ذلك يسمى في بريطانيا الكبرى ، أي ببلاد الإنكليز بما معناه نعنع السنور ، ومع ذلك هو قليل الاستعمال ، بل متروك الآن بالكلية مع أنه يحتوي على خواص مقوية ومنبهة وغير ذلك مما في النباتات الشفوية ، ويظهر أن أشهر خواصه وأوضحها مضادته للاستيريا ، وأكد جملة من الأطباء نتيجته الحميدة في الخلوروزس واحتباس الطمث إذا استعمل منقوعا ، أو كمادا أو تبخيرا أو حقنا أو غير لك ، ومدح أو قمان فاعلية مطبوخه عسلا في الحب ، وأوصى بعضهم بمنقوعه في ماء العسل البسيط علاجا للسعال واليرقان ، وبالجملة فالأطراف المزهرة لهذا النبات معدية مقوية للمعدة طاردة للرياح ومدرة للطمث ، والمقدار منه للاستعمال من ستة دراهم إلى عشرة ؛ لأجل مائة درهم من الماء منقوعا ، ومطبوخه الذي يستعمل من الظاهر يصنع بقبضة منه لأجل مائة درهم من الماء أيضا.