على بزرة واحدة تتركب من غلاف باطني ثمري أبيض لحمي ، والفلوس المكونة له صلبية خشبية ثخينة من قمتها وتنتهي دائما بجزء كبير الانتفاخ ، ويشبه غالبا رأس مسمار ويوجد هذا الشكل في بعض الأنواع ، وأنواع الصنوبر عديدة وهي في الغالب أشجار طويلة مرتفعة وسوقها قائمة مستقيمة ، وتحمل فروعا إحاطية وأوراقا خشنة محزازية وأحيانا طويلة جدا تنضم لبعضها على هيئة حزم وتلك الأنواع تألف غالبا المحال الجبلية والسواحل والبلاد الرملية ، وتكثر جدا في الأقاليم الشمالية حيث يتكون منها غابات واسعة ومستنتجاتها الراتينجية التي تجهزها للصنائع وصناعة العلاج عظيمة الاهتمام وأخشابها تستعمل في استعمالات كثيرة.
(في الاستعمال للصنوبر عموما):
قد علمت أن هذه الأشجار كبيرة هرمية الشكل أوراقها خضر دائما متغمدة غالبا من قاعدتها اثنين اثنين أو ثلاثة ثلاثة أو خمسة خمسة ، وهي خيطية مغبرة متينة وجذعها قائم باستقامة بسيط يعلو علوّا كبيرا ولذا تعمل منه صواري للسفن وقرابات ، وهو مغطى بقشرة لعابية يمكن أن يؤخذ منها بعض غذاء ؛ ولذا كانوا سابقا يدخلونها في بلاد الشمال زمن القحط في خبزهم ، ويختارون لذلك قشور الأغضان الصغيرة فتطحن وتضم لدقيق الشعير أو الشيلم السليم ، ومع ذلك كانوا يظنون أن التغذية بهذا النوع مضرة للصحة وأن المستعملين له تقل معيشتهم ، أي يكونون أقصر أعمارا من غيرهم مع أن بعض الأطباء ذكر أن هؤلاء الأشخاص لا يصابون بالحميات المتقطعة ؛ فلذا مدحوا هذه القشور بخاصية مضادة الحمى وخشب هذه الأشجار أبيض خفيف طريّ يسهل إدخاله في أشغال النجارة ، ولا تخرج تلك الأشجار غصونا من جذورها ، ومتى قطعت سوقها ماتت ؛ ولذا يضرب بها المثل عند القدماء فيقال : كشجر الصنوبر أن أتلف جذعه لا يعود.
وقد علم أن أزهاره المذكرة السنبلية موضوعة على محور واحد ومنفصلة عن بعضها ومادتها الملقحة كثيرة تنتشر أحيانا لمحال بعيدة محمولة بالهواء ، ومن ذلك ما ظن حصول أمطار كبريتية وزعموا أن هذه المادة قابلة للالتهاب ، والأزهار المؤنثة متراكة على بعضها بشكل مخروطي فلوسي يسمى تسمية غير مناسبة بتفاح الصنوبر ، وكان القدماء يستعملون ذلك التفاح قبل نضجه كدواء قابض في أمراض مختلفة ، والثمار دهنية أو يقال زيتية موضوعة بين تلك الفلوس منها ما يؤكل ومنها ما لا يؤكل ، ويمكن استخراج زيتها منها أو عملها مستحلبا.
والفلق الأصبعية الخارجة من البذرة بالاستنبات تسمى في المؤلفات القديمة صنعة الله البديعة ، وجعلوا من خواصها مضادة الحمى إذا استعملت وترا ، أي زوجا ، ثم نقول