بالصنوبر البحري وهر شجر كبير يكثر على شواطئ البحر المتوسط ، وجذعه له قشرة ثخينة لونها سنجابي محمر ، ويعلو من ثمانين قدما إلى مائة وهو في الغالب معتدل قائم ، وتتكون منه غابات جميلة ، وفروعه إحاطية متباعدة عن بعضها عاليا ، ويتكون من الشجرة كلها شكل هرمي ، وطول الأوراق من ستة قراريط إلى عشرة ، وهي خشنة واخزة خضرة قاتمة خيطية ومخروطها بيضاوية مستطيلة ، واللوز محوى بين الفلوس وأقل غلظا وصلابة من لوز النوع الآتي ، وطعمه يبعد كونه عذبا وإنما فيه طعم ترنبيتي كريه ، والضأن تأكل أوراقه القصيرة ، ويتميز عن غيره بأوراقه الطويلة الخشنة التي تتغمد اثنين اثنين ، وعجز وطاته المعلقة الغليظة القصيرة التي فلوسها هرمية ، ويتم نمو هذا النوع في خمسين سنة بخلاف النوع الآخر ، وهذا النوع يجهز أيضا ترنبتينا بورود ودهنها الطيار والقلفونيا والقطران وغير ذلك فهو نافع في الطب والصنائع ، ومن أنواعه الصنوبر الفستقي وهذا النوع جميل تسهل معرفته بمنظره وشكله العام الذي يكتسب ، فإذا وصل إلى درجة ما من عمره كان كشكل مظلة ، أي شمسية واسعة فيكون جذعه بسيطا منقسما من جزئه العلوي إلى أغصان كثيرة يقوم منها رأس جميل مقبب ، ويعلو أكثر من مائة قدم ، وأوراقه ثنائية الاندغام ، أي كل ورقتين في غمد ، وهي محزازية ضيقة وطولها من خمسة قراريط إلى ستة ، والسنابل الهرية المذكرة منضمة كعنقود لونه أصفر كصفرة الكبريت ، والسنابل المؤنثة موضوعة في أسفل السنابل المذكرة وفي زمن نموها تقوم منه مخروطات بيضاوية في حجم قبضتي يد وفلوسها متقاربة منتفخة في قمتها ، ويرتبط في باطن قاعدتها ثمرتان بيضاويتان صلبتان يعلوهما جناح غشائي يبكر انفصاله منهما وهما مسودتان من الظاهر وتحتويان على بزرة أو لوزة بيضاء لحمية ، وهذه الثمار لا يتم نضجها إلا بعد تلقيح الأزهار المؤنثة المعقبة لها بأربع سنين ، وثمر هذا الشجر معروف في المتجر بالصنوبر العذب والمحيط الثمري صلب عظمي مسود ، واللوزة لحمية مقبولة الطعم شبيه طعمها بطعم البندق ولكن مع طعم ترنبتيني خفيف.
وكان القدماء يستعملون هذا اللوز في الطب كثيرا وله الآن استعمال أيضا ، ويصح أن تعمل منه مستحلبات ملطفة فيها خواص المستحلب اللوزي ، ويؤكل هذا اللوز في جميع الأقاليم كمصر والشام ، وهو عظيم التغذية وهو الذي نقلنا فيه ما قال القدماء من العرب في الخواص ، وكانوا يربونه بالسكر وتصنع منه عجائن ومستحلبات للزكام ، والنزلات والسعال العصبي ويتجهز من شجرة ما يتجهز من النوع السابق ، ومن أنواعه الصنوبر البري والصنوبر الحلبي والقدسي.
(النوع الثاني من أنواع الصنوبر ثلاثي الغمد):
يسمى بالستريس ، أي الآجامي ، وهو عظيم الاعتبار بعظم طول أوراقه التي لا تنقص