عن قدم ، وكل ثلاثة منها في غمد واحد ، والسنابل الهرية المذكرة طويلة ولونها بنفسجي ، ويتكون منها عناقيد غليظة ، والمخروطات الثمرية مستطيلة هرمية طولها من سبعة قراريط إلى ثمانية ، ورأس فلوسها يحمل في قمته كلابا صغيرا مثخنيا إلى الخلف ، وهذا النوع الأمريقي هو الذي يستخرج منه أعظم جزء من المستنتجات الراتنجية ، وترنبتينية معروفة في المتجر باسم بوستون وراتينجية يعمل منه صابون ، ويدخل في المراهم وغيرها.
(النوع الثالث من أنواعه خماسي الغمد):
ينبت طبيعة بجبال الألب والبروونسة وغير ذلك ، وهو شجر متوسط القامة ، وطول أوراقه من قيراطين إلى ثلاثة ، ولونها أخضر زاه ومغير ، وخروطاته بيضاوية محمرة طولها من ثلاثة قراريط إلى أربعة ، ورأس فلوسها محدب مستدير منضغط قليلا ، وخشبه خفيف يسهل قطعه ؛ ولذا كان أغلب الصور الخشبية المنقوشة مصنوعة من خشبه ، وأول من ذكر هذا النوع ديسقوريدس ، وأوراقه تنضم كل خمسة منها في غمد واحد ، ويخرج منه راتنيج أبيض ، وخشبه جيد لعمل الألواح ومرغوب فيه وتؤكل بزوره.
(التنوب):
إنه مذكور في المؤلفات القدمية أن التنوب ذكر الصنوبر ، وفي الحقيقة إذا لم نلتفت كما هو اللازم عموما إلا لأعضاء التناسل لم نجد عظيم فرق بين الصنوبر والتنوب ؛ لأن تركيب الأزهار والثمار والبزور تقرب للاتحاد في أشجار هذين الجنسين ، وإنما يوجد في منظرهما بعض اختلافات في الهيآت ثانوية بحيث يمكن بالنظر تمييزهما إلى جنسين مع توافقنا على أن ذلك صناعي فقط ، وذلك أن الأوراق في جميع أنواع التنوب وحيدة متفرقة قصيرة ، وفي نبات الصنوبر ثنائية بلا حزمية ، أي تنضم جملة منها إلى حرم في غمد خاص ، وهذا أمر دائم لا يتخلف ، أي فلا تكون الأوراق فيها وحيدة ، والأزهار المذكرة في الأنواع الأولى يتكون منه سنابل هرية منعزلة وتنضم دائما إلى جمل في الأنواع الثواني ، وفلوس المخروطات في أنواع الصنوبر منتفخة سميكة من قمتها ، وفلوس أنواع التنوب لا توجد فيها تلك الصفة ، ويلزم في أنواع الصنوبر أقله سنتان بل ثلاثة حتى يصل الثمر لكماله التام.
أما أنواع التنوب فينضج ثمرها في مدة سنة ، وبالجملة فالصفات التي يصح أن تنسب لهذا الجنس هي أن الأزهار وحيدة المحل ، أي المذكرة والمؤنثة على شجرة واحدة ، فالمذكرة سنابل هرية وحيدة انتهائية أو إبطية ، والمؤنثة سنابل هرية أسطوانية مكونة من فلوس متراكبة على بعضها ، وكل منها يحمل في وجهه الباطن زهرتين منقلبتين والثمر مخروطي