بيضاوي أو أسطواني مركب من فلوس متراكبة على بعضها غير منتفخة القمة التي تنتهي أحيانا بنقطة دقيقة يختلف طولها ، والغلف الثمرية الموضوعة على أعلى الوجه الباطن للفلوس جدلية ، وتحمل على أحد جانبيها أجنحة غشائية ، وأنواع هذا الجنس كثيرة تنبت في الأقسام الشمالية ، ونباتها أشجار كبيرة جميلة راتنجية هرمية الشكل تدق كلما ارتفعت ، وفروعها إما منفرشة انفراشا أفقيا ، أو مخروطية قائمة ، وأوراقها أقصر غالبا من ورق الصنوبر ووحيدة أو يتكون منها شبه شراريب أو حزم ليست هي إلا أغصانا قصيرة جدا ، فمن الأنواع ما يسمى بالتنوب العام ، وهذا التنوب العام شجر كبير جميل جذعه مستقيم أسطواني عارفي جزئه السفلي ، وينتهي من الأعلى برأس هرمي مكون من أغصان منفرشة ، بل معلقة إحاطية ، ويعلو ذلك الجذع إلى مائة وعشرين قدما ، بل قد يجاوز ذلك ، وأوراقه وحيدة مسطحة ضيقة خطيطية ولونها أخضر قاتم في وجهها العلوي وأخضر مغبر في وجهها السفلي ، وتسقط فيما بعد وهي منفرجة الزاوية كأنها مقورة في قمتها ومهيأة بهيئة مضفيرتين متقابلتين ، وذلك يعطي الأغصان الصغيرة منظر أوراق ريشية ، والسنابل الهرية المذكرة منعزلة واحدة في إبط الأوراق والمخروطات أسطوانية أبطية مكونة من فلوس عريضة كاملة ومعها زوائد ورقية ، وتلك الفلوس تنتهي بنقطة طويلة في فمها ، وينبت هذا النبات بالأماكن الجبلية الحجرية من جبال الألب والبرينسيا حيث يخرج منه مستنتج كثير من ترنبتينا ، ويستخرج منه مستنتجات غير ذلك ، وتستعمل في الطب براعيمه ومستنتجاته التي سنذكرها ، ومن أنواعه التنوب المرتفع ، وهو يجهز القار الأبيض ، وشجره يعلو من ثمانين قدما إلى مائة ، وأغصانه إحاطية تنحني لثقلها إذا بلغت تمام كمالها ، ويتكون منها هرم ، والأوراق وحيدة مستدامة مشتتة رباعية الزوايا ولونها أخضر معتم ، والسنابل المذكرة إبطية وطولها نحو ستة خطوط والمخروطات أسطوانية انتهائية ، وفلوسها مقطوعة أو مقورة من قمتها ، ويخرج من هذا النوع راتينج قليل جاف أكثر من كونه سائلا ، وكان القدماء يحضرون من ثمره الأخضر ماء مقطر يستعملونه للزينة ، ويؤكل لوزه وإن كان فيه بعض مرار ، ويقل مراره إذا نقع في الماء ، وأكدوا أيضا أنه نافع من الاهتزازات العضلية والأوجاع العصبية والنقرس ونحو ذلك ، وخشبه مستعمل ومشهور باسم خشب التنوب ، وجميع أنواع التنوب يخرج منها ترنبتينا وبلسم كندة.
(في أرز لبنان أو الشربين):
جنس هذا النبات يسمى سيدروس ، وهو أحد الأشجار العظمى ارتفاعا في المملكة النباتية ، وجذعه يطول أكثر من مائة قدم ، ودائرته من أربع وعشرين قدما إلى ثلاثين عند القاعدة ، وينقسم إلى فروع متضاعفة تمتد فريعاتها أفقية فروع المركز قائمة تقرب ، وأوراقه