قصيرة محزازية متفرقة على أغصانه الجديدة ، وقائمته غالبا ووحيدة مستدامة ، وتعقب السنابل الزهرية الهرية التي للأزهار المؤنثة مخروطات ثمرية بيضاوية متراكبة في حجم قبضتين ، ويلزم سنتان لبلوغ الحبوب غاية كمالها ، وهذا الشجر الجميل الذي كان في الأزمنة السابقة مغطيا لمنحدرات جبل لبنان بالشأم صار الآن في هذا الجبل نادرا حتى ذكر من جاب هذه الأقاليم في هذه الأزمنة أن النباتات السيدروسية متباعدة هناك عن بعضها ، وكان الخشب هذا النبات سابقا شهرة عظيمة ، ويسأل عنه كثيرا بحيث يقال : إنه لا يتغير ولا يفسد ، ومعبد بيت المقدس الشهير الذي بناه سيدنا سليمان ـ عليهالسلام ـ كان خشبه من السيدروس ، أي الأرز ، ومع ذلك هذا الخشب أبيض أليافه قليلة الاندماج شبيهة بألياف خشب الصنوبر والتنوب بحيث يعسر تمييزه عنهما ، وهو كأشجار الفصيلة المخروطية يجهز كثيرا من ترنبتينا فيها خواص الترنبتينا المستخرجة من التنوب وغيره ، وترنبتينا الأرز ينال منه جوهر سموه سديريا ، ويظهر كما قال المتقدمون : إنه نوع القار الذي يسيل إذا أحرق خشب الأرز ، أو نوع آخر غيره من طبيعته ، ويقال له : صمغ الأرز ، ويستعمل للأجسام ، والقدماء ينسبون له خاصية منع تعفن الأجسام التي تطلى به ، ومع ذلك لا يظهر أن موميا المصريين تحتوي عليه ، وإنما تحتوي بدله على أجسام عطرية ونطرون ، والخواص التي ذكرها القدماء للأرز ، أي الشاربين ومستنتجاته تقرب مما ذكر للصنوبر ومستنتجاته.
(ثمر العرعر):
هو من الفصيلة المخروطية ، وكما يسمى بالعربية عرعرا يسمى أيضا عرعارا (١٣) وسروا جبليا ، وأنواعه تعلو من عشرين إلى خمسة وعشرين قدما ، وهي عموما شجيرات أو أشجار صغيرة راتنجية ، وأوراقها مستدامة ضيقة خيطية خشنة أو متراكبة على بعضها ، وجميع هذه النباتات الشجيرية راتنجية عطرية وأوراقها بسيطة شديدة اللذع خضر دائما وثمارها عنبية الشكل ، ويؤخذ من نباتات هذا الجنس راتنج أقل مما يؤخذ من جنس الصنوبر والتنوب وغير ذلك غير أن دهنه الطيار أكثر ؛ وذلك يعطي لأنواعه الساكنة في البلاد الحارة فعلا منبها قويا.
(في الصفات النباتية):
هو شجيرة كثيرة الوجود في المحال الغير المزروعة والحجرية ، والغالب كون هذا النبات صغيرا عاجزا عن الارتفاع وأحيانا ينمو نموا زائدا بحيث يكون شجرة صغيرة تعلو من
__________________
(١٣) قوله : يسمى أيضا عرعارا الذي في القاموس ، وشرحه أن عرعارا مبنية اسم للعبة تلعبها الصبيان. اه.