خمسة عشر قدما إلى ثمانية عشر ، والأوراق وسخة إحاطية منقرشة عديمة الحامل خيطية حادة خشنة ، ووجهها السفلى مبيض ، والأزهار ثنائية المحل ، أي كل نوع على شجرة ، والسنابل الهرية الزهرية صغيرة جدا وحيدة في إبط الأوراق ، فالسنابل المذكرة عديمة الحامل كروية الحشفات ، والمؤنثة محمولة على حامل قصير ومغط بفلوس متراكبة على بعضها والمحيط الزهري مركب من فلوس كثيرة ثخنية ملتصقة بعضها ببعضها وتحتوي على ثلاثة أزهار عديمة الحامل ، أي فيكون كل ثلاثة منها في شبه مجمع لحمي مستدير مثلث السنن من طرفه والتمر أسود عنبي كروي سري القمة في غلط الحمص الصغير لحمي ، وهو في الحقيقة المحيط الثمري الذي نما ، وفيه من النوى ثلاثة صلبة عظيمة هي الثمر الحقيقي ، وخشب هذا العرعر محمر صلب قابل للصقل الجيد ، فإذا كان آتيا من شجرة اكتسبت ارتفاعا كبيرا أمكن عمله دوائر ومكايل وأواني ، وهو كبقية أجزاء النبات يحتوي على جوهر راتنجي ينفرز منه في الحرورات الشديدة الصيفية.
(في الصفات الطبيعية):
قد عرف أن الأزهار المؤنثة تخلف ثمارا مستديرة تبقى في السنة الأولى خضرا ، ثم تلين في السنة الثانية ، وتكمل وتصير سوداء عنبية كالحمص ذات قشور ثلاثة ملتصقة ببعضها على هيئة مخروطات صغيرة تنمو ، وتحتوي على عصارة لبنية سكرية فيها بعض مرار وبلسمية ، وبزورها عظيمة زووية محفورة بحفر صغير تحتوي على علاقات مملوءة بدهن طيار إذا كان الثمر أخضر ، ويتغير ذلك الدهن بعد النضج إلى ترنبيتينا حقيقية بحيث تستعمل الثمار في أحوالها الأول إذا أريد منها إنالة هذا الدهن ، وفي الثواني إذا أريد تحصيل الخلاصة التي لا تنال إلا بمساعدة العطن أو النقيع ولا تنال بالغلي أصلا ؛ لأنها تصير محببة نظر السكون الرتنبيتينا تغلب الغلافات ، وتختلط بالخلاصة ، وجميع أجزاء النبات تتصاعد منها رائحة عطرية وسيما إذا أحرقت وكانوا سابقا يستعملونها لتعطير المحال الكريهة الرائحة الفاسدة الأهوية فتستر رائحتها تلك الروائح الرديئة.
(في الصفات التركيبية):
عنب العرعر مركب من دهن طيار وشيمع وراتنج وسكر وصمغ ومادة خلاصية ، وأملاح ، وإن الدهن الطيار يكثر في العنب قبل نضجه إذا كان أخضر ، فإذا اكتسب لونا أزرق فإنما تغير جزء من ذلك إلى راتنج فإذا نضج نضجا تاما ما لم يكن فيه دهن أصلا ولا سكر ، وذلك الدهن عديم اللون ، وسكر هذا النبات كسكر العنب.