(في بيان تأثيره واستعماله):
إذا مضغ هذا الشجر يحس في الفم بحرارة ، ويدرك فيه بآن واحد طعم مر راتنجي وطعم سطري ، وقد علمت أنه يتصاعد منه رائحة مقبولة فقواعده تؤثر في المنسوجات الحية تأثيرا منبها ، وكل من منقوعه وصبغته وربه لا بد وأن ينبه القوى الهضمية ، إذا استعمل بمقدار يسير فيفتح الشهية ويطرد الرياح ويعيد سلامة الهضم ، وإذا استعملت تلك الأدوية بمقدار كبير سخنت الجسم ، وحرضت التنفيس الجلدي ، والغالب أنها تنبه الأعضاء المفرزة للبول فتزيد في استفراغه.
وقد ذكروا أشخاصا نزل منهم البول مدمما بعد استعمالهم هذه الثمار الراتنجية مرات كثيرة أو مدة طويلة ؛ وذلك لأن القواعد التي أوصلتها الثمار للدم خرجت مع البول وأوصلت له رائحة البنفسج ، وقد ذكروا أن المنقوع المائي لتلك الثمار يكون مشروبا مناسبا للمصابين بالاستسقاء فإذا كان مدر للبول كان فيه بعض نفع في تلك الأمراض ، ويكون التأثير المنبه الذي يفعله في جميع المنسوجات نافعا أيضا بالأكثر في الارتشاحات الخلوية وفساد الأخلاط والكاشكسيا ، أي سوء القنية إذا لم تكن مصاحبة لالتهاب مزمن ولآفة عضوية ، وله أيضا تأثير في الأغشية المخاطية فيسهل اندفاع المواد الواقفة فيها ، ويقوي تلك الأعضاء ؛ ولذلك يستعمل في النزلات والسيلان الأبيض والخبوريا حتى التابعية كما ذكر هركير فإنه أعطى درهما من رب هذا الجوهر كل صباح في سبعين درهما من الماء ، وأثبتوا له تأثيرا واضحا في الأعضاء البولية ، وسيما المثانة فيسهل نزول البول منها.
وقالوا : إن أكثر نفعه في نزلات المثانة ولأجل اندفاع حصياتها ، وشاهد بعضهم طفلين خرج منهما تجمدات صغيرة بعد استعمال قبضة من تلك الثمار الرطب منقوعة في مائتين من ماء شعير ، قال بربيير : لكن يلزم أن لا يكون في تلك الأعضاء تهيج ولا التهاب حتى يكون ذلك المنقوع مناسبا. اه. وذلك لأنهم شاهدوا أن هذه الثمار قد تنتج نتائج رديئة عند ذلك المنقوع واستعمل أيضا منقوع هذه الثمار علاجا للحميات المتقطعة والآفات الحفرية ونحو ذلك ، واستعمل كل يوم كدواء صحي لسكان البلاد الرطبة الآجامية فتكون كحافظ للصحة ولا يتهاون في إعطائها إذا تسلطنت هناك حميات غير منتظمة أو حميات متقطعة أو نحو ذلك ، ويوصي بتلك الثمار خصوصا للأشجار المسترخية أبدانهم اللينة منسوجاتهم العضوية ونجح ذلك فيمن فقدت فيهم القوة المخية التي للتأثير العصبي ؛ لأن الجوهر النخاعي لمخهم ونخاعهم الشوكي يكون حينئذ فيه درجة ما من لين الأجزاء ، ويعمل من تلك الثمار حمامات منبهة وتلقى جافة على فحم متقد ، ويوجد دخانها على أجزاء الجسم التي يراد حصول تأثير