قال الحسن : ثاقب أي مضيء ، وأقول سمى ثاقبا لأنه يثقب بنوره الهواء.
(في بيان قوله تعالى :
(وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ) [الرّعد : الآية ١٣])
قال المفسرون : نزلت هذه الآية في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أخي لبيد بن ربيعة أتيا النبي صلىاللهعليهوسلم يخاصمانه ويجادلانه ويريدان الفتك به فقال أربد بن ربيعة أخو لبيد بن ربيعة أخبرنا : عن ربنا أمن النحاس هو أم من الحديد فردعهم النبي صلىاللهعليهوسلم ودعا على أربد بما يلحق بالحديد وعلى عامر بغدة ثم إنه لما رجع أربد أرسل الله عليه صاعقة فأحرقته ورمى عامرا بغدة كغدة البعير ومات في بيت سلولية ، وهاهنا نذكر الآثار الجوية النارية ، فنقول :
(الآثار الجوية النارية):
قد زاد بسبب هذه الآثار في الأزمنة السالفة اندهاش الناس وخوفهم إما من التلف الذي يتبع ظهورها وإما من الضوء الساطع الذي ينتشر منها وإما من عظمها المهول مع تدميرها الأشياء معا ، وطالما صدرت خرافات وظنون وتوهمات فاسدة في منشأ الرعد والأضواء الشمالية أي الفجر الكاذب الذي تقدم ذكره والأكر النارية.
(الكهربائية الجوية والصاعقة والرعد):
هذا السائل وجده أرسطاطاليس في قطعة كهرباء ، وسماه بهذه الاسم وهو نوعان : كالمغناطيس ، والجو يحتوي دائما على مقدار من هذا السائل يختلف قلة وكثرة فإذا كان الهواء ساكنا والسماء مصحية كانت كهربائية الجو زجاجية ، وتتغير حالتها كل يوم مرتين ، فقبل طلوع الشمس بزمن قليل تكون في غاية ضعفها ، ثم تتزايد بسرعة وتصل إلى غاية قوتها الأولى نحو الساعة الثامنة الفلكية أعني قبل الظهر بأربع ساعات في الشهر الثالث من الربيع ، ثم تأخذ في الضعف شيئا فشيئا ، وبعد الزوال بساعتين يكون الاستشعار بها قليلا أعني أنها تكون زائدة في الضعف جدا ، وفي الساعة الرابعة تقريبا تكون في غاية ضعفها ، ثم في المساء بعد مغيب الشمس بساعة أو ساعتين تكون قوتها كهي في الصباح أعني في غاية قوتها ، ثم تأخذ في التناقض أولا بسرعة ، ثم تبطئ حتى تصل إلى غاية ضعفها الثاني ، وهذان التغيران يشاهدان السنة كلها حتى في زمن الغيم ، غير أن قوتها تختلف باختلاف كثرة الغمام وسمكه ، وكهربائية الصيف أقوى من كهربائية الشتاء بمرتين والغالب أنها في جميع الأشهر تزيد أو تنقص على طريقة النسبة المستقيمة لارتفاع الشمس على الأفق ، وثبت من المشاهدات أن