فيها فكانوا يتلقون بخارها في بعض أحوال الربو والتقلص الصدري كما يحرقونها أيضا على النار لتعطير القاعات ، ويضمونها مع الأدوية المضادة للخنازير ، وتستعمل أيضا حقنا وغراغر ، ويعمل منها ربّ ويعمل منها أيضا لصوقات للسعفة.
وقال ميرة في الذيل : يجمع في بلاد الروسيا مسحوق حب العرعر مع قدر مساو له من حب الغار ، ويعمل دلكات من هذا المسحوق مع أزهار الكبريت علاجا للحرب. وقال تروسو : والمروخات التي قاعدتها هذه الثمار البلسمية الرتنبتينية تنفع يقينا في الأوجاع الروماتزمية العضلية والوجع القطبي وتكسر الأعضاء وفي الأوذيما العامة أو الجزئية. اه.
وكانوا سابقا يعدون خشب هذه الشجرة من أفراد المادة الطبية فإذا أحرق انتشر منه رائحة مقبولة ، وقد يحول إلى مسحوق بواسطة مبرد ويرطب منه حينئذ مغليات ، أي مطبوخات يوصي بها في الأمراض الزهرية والآفات الروماتزمية المزمنة فأكثر ما تؤمل إنالته منها هو التعريق.
قال تروسو : إذا قطر خشب العرعر نيل منه دهن ناري ، أي مولد للنار يسمى دهن كاد ، ورائحته قوية راتينجية تشبه رائحة القرطان ، وأحسن من ذلك أن يقال : تشبه رائحة اللحم المدخن ، ومدح عن قريب هذا الدهن وضعا في الأمراض الإفرازية في الجلد ، وفي الرمد الخباز يرى فيوضع بواسطة فرشة على أجزاء الجلد المصابة وكرروا تلك التجريبات فجزموا بتحقيق أن دهن كاد واسطة جيدة في علاج القوابي الإفرازية في الجدل ، وفي الإرماد الخنازيرية فهذه الوضعيات قد تقطع حالا الإفراز المرضي من الأسطحة الملتهبة ، ويوضع ذلك الدهن بفرشة على الملتحمة المتقرحة. اه.
وإذا عملت شقوق خشب هذا النبات خرج منه راتنج يسمى صمغ العرعر ، وهو غير السندروس على الأصح ، ويدخل العرعر في كثير من المركبات الدوائية كالماء الترياقي وبلسم دلو دك ، والبلسم الأخضر وغير ذلك واللابونيون يشربون مطبوخ هذه الثمار حارة كما نفعل ذلك في الشاي والقهوة ، وقد تستعمل حبوب كأحد التوابل لمأكل ، وما ذكره المتأخرون في خواصه ذكره المتقدمون من أطباء اليونان ، وأيضا حكماء العرب وزاد عليه أنه صالح لأوجاع الصدر والسعال والنفخ والمغص واختناق الرحم وهو جيد للسموم.
(في الاستعمال والمقادير):
يصنع منقوعه من مقدار من حبه من خمسة دراهم إلى سبعة ، بل عشرة لمائة درهم من الماء المغلي وتهرس قبل أن تلقى في السائل الذي يراد تحمله من خواصه فيكون كما قلنا منبها