وكان مقدار الاستعمال من اثنتي عشرة قمحة إلى خمسين عشرة ثلاث مرات في اليوم مدة ثلاثة أشهر أو أربعة أو خمسة ، واشتهرت أمور واقعية في أنزفة رحمية حاصلة في غير أزمنة الحمل ، واستعمل فيها بمقدار ثلث درهم أو نصف درهم في أربع وعشرين ساعة وكذا في أنزفة رحمية ضعيفة دام فيها النزيف زمنا طويلا ، وذهب لون الدم ، وتصاعد منه رائحة نتنة فأعطيت المرأة مخلوطا مركبا من ثلاثة دراهم من مسحوق أوراق الأبهل وثلاثة دراهم من خلاصته تستعمل المرأة في اليوم من خمس حبات إلى عشر ، وعرض من بعض الأطباء ثلاث قمحات تستعمل المرأة في اليوم من خمس حبات إلى عشر.
وعرض من بعض الأطباء ستة أحوال عولجت فيها العوارض الأربعة للبينوراحيا ، أي السائل الأبيض بمطبوخ الأبله ، أي أربعة دراهم منه في مائة درهم من الماء مع ثمانية دراهم من شراب القرفة ، وأعطى من ذلك للمرضى ملعقتا فم وكرر ذلك أربع مرات في اليوم ، وعمل من ذلك غرغرة للمرضى الذين معهم ذبحات زهرية ولكن لا يوضع فيها من الأبهل إلا نصف المقدار المذكور ، ويوضع أيضا مسحوقه على التولدات الزهرية ، ولكن لم ينجح ذلك على يد بعضهم كما نجح على يد غيره وأوصى باستعماله في النقرس.
(في استعماله للمتقدمين):
جهله بعض المتقدمين دواء خاص للنقرس حتى في الأحوال التي استعصت على الأدوية التي ذكروا قوتها فيه كخشب الأنبياء والكبريت والأفتيمون والزئبق ونحو ذلك ، ومقدار ما يستعمل من مسحوق أوراقه لذلك من اثنتي عشرة قمحة إلى أربع وعشرين في اليوم والليلة ، أو يستعمل مطبوخها مع ازدواج المقدار أو دهنها ممزوجا بالسكر ، وتقسم تلك المقادير على مرتين كما استعملوا ربه ، أي خلاصة الأبهل في الأمراض الروماتزمية ؛ وذلك لأنه يزيد في العرق والبول الدورة ، وذلك ربما أعان على شفاء هذه الآفات ، وبالجملة متى كانت الآفات المرضية ناشئة من الضعف أو فقد الحيوية جاز أن تقاوم بالأبهل ، وقد علمت أن تأثيره بالأكثر في الأعضاء البطنية السفلى ؛ ولذلك شوهد تحليل ورمين كبيرين في الرحم من استعمال هذا النبات ، واستعمل أيضا مع النعنع في عسر بول الحوامل بمقدار من درهم ، أي أربعة دراهم بالاحتراس من الإسقاط ، وظهرت قومة نفع دهنه الطيار المر في الآفات الديدانية ، وذكروا أن عسلاته تبرئ الجرب.
وذكر ابن البيطار نفعه في تنظيف القروح الخبيثة إذا وضع عليها ضمادا بالعسل كما ذكروا فعله في إدرار الطمث وإخراج الأجنة شربا وبخورا وحولا وأن نقعه في الإدهان يصيرها قوية التحليل وأن غليه فيها كدهن الزنبق أو دهن الحل ، أي الشيرج أو الزيت في إناء من حديد حتى