ومكونة أيضا في جزئها السفلي من فلوس متراكبة على بعضها تتعانق تعانقا متينا زهره يكتسب نموا عظيما فيستطيل ويصير ثخينا لحميا ، ولونه أحمر جنيل كحمرة الكرز ، ويحيط بالثمر بدون أن يلتصق به جزء من سطحه الباطن ما عدا قاعدته ، وهذا النبات ينبت بالبلاد الجبلية ، ويألف المحال الباردة المظللة ، وثمار هذا النبات تميل لشكل العنبي بسبب الانتفاخ اللحمي الذي يحصل في المجمع لونها أحمر قوي الحمرة ومتقوية للأكل ، ويمكن استخراج زيتها ومنظر هذا الشجر الأخضر محزن ؛ ولذلك يزرع في المقابر كما يزرع في الأماكن المقدسة ، وكل الرومانيين يتنوّحون به في أيام الحزن على الموتى ، وخشب هذا النبات أحمر مسمر يحبب بحبوب ملززة ومعرفة بعرق كثيرة أو قليلة وشديدة الصلابة ، ويكاد يكون غير قابل لفساد ؛ ولذلك صنعوا منه في الأزمنة السالفة آلات للطحن ، وهو يقبل الصقل الجيد ؛ ولذلك يسأل عنه شغالو الآبنوس ، والخراطون فيصنعون منه أثاثا للمنازل وأشغالا منقوشة.
(في صفاته التركيبية):
هذا النبات من النباتات المخروطية يحتوي على عصارة راتنجية قليلة نعم يوجد فيه سوى هذا الجوهر الراتنجي مادة مرة ومخدرة قليلا ، ولكن يبعد جدا أن تكون فيها الخواص المهلكة التي نسبوها لها وإن حصل منها إذا استعملت بمقدار كبير بعض عوارض ، وقد حلل جذر هذا النبات فوجد فيه مادة تنينية وحمض عفصي وأملاح وراتينجيات ومادة لعابية ، ودهن طيار مر ومادة ملونة صفراء وسكر.
(في التأثير الصحي والسمي):
أما الثمار فعلى ما تحقق من التجريبات الأكيدة أنها ليس فيها صفات مسمة : قال ريشار : قد أكلنا منها مقدار كبيرا بدون أن يحصل لنا أدنى عارض ، ولكن ذكر القدماء أن هذا النبات دخانه يقتل الفيران وعصارته تسمم بها القلوانيون سهامهم.
(في الجواهر المستنتجة من الفصيلة المخروطية):
يسمى بذلك جواهر راتنجية سائلة قوامها زيتي ، ورائحتها قوية نفاذة وطعمها حريف حالا ولونها أصفر كثيرا أو قليلا ، وتنال بعمل شقوق في قشر أشجار تنسب لفصيلة المخروطية والبقلية ، وأنواعها تختلف باختلاف الأشجار المنتجة لها ، والبلاد التي تخرج منها وهي أولا ترنبتينا كيو ، أي سافص ، ويستخرج من شجر البط وثانيا ترنبتينا قويا.
ويستخرج أيضا من أنواع الصنوبر والتنوب مستنتجات أخر ، وهي القلفونيا والقار