العواصف تكون أقوى وأكثر في زمن القمر الجديد والامتلاء منها في أوقات الربيع.
(في النسبة الكهربائية):
وليس هناك نسبة بين كهربائية الجو وثقله وحرارته بخلاف رطوبته فإن لها بها نسبة عظيمة لأن غايتي ارتفاع الكهربائية تكونان في الوقت الذي يكون فيه الهواء متحملا لمقدار عظيم من الرطوبة ، ومتى تكاثف البخار المائي المتحمل له الجو وسقط على هيئة مطر أو ثلج أو برد فإنه يتكهرب بكهربائية تزيد جدا عن كهربائية الجو إذا كان الزمن هادئا مصحيا.
(في بيان الكهربائية)
ثم إن كهربائية الماء الجوي تارة تكون زجاجية ، وتارة راتنجية ككهرباء الهواء ، وتكون أيضا في الصيف أعظم منها في الشتاء.
(تنبيه) اعلم أن المغناطيس سيال واحد ولكن جعل الله تعالى فيه خاصيتين : إحداهما : جنوبية والأخرى شمالية ، وجعل الله تعالى السيال الكهربائي متنوعا إلى نوعين : أحدهما : زجاجي والآخر راتنجي على حسب تسلطنه في أفراد المعادن ، وأيضا هو سار في السائلات الجوية ويكون على حسب تجمعه وقوته زجاجيا أو راتنجيا ، وذلك إذا سبح المطر مرتين وتخلل بينهما زمن قليل فإنه قد يتفق أن أحدهما يتكهرب بكهربائية مخالفة لكهربائية الأخروين كانا متساويين في الشدة ، ويندر جدا وجود أمطار غير مكهربة ، ولا يشاهد ذلك إلا في الامطار التي تحصل في المسافة التي تتخلل بين سحتي مطر مختلفي الكهربية أو حين ما يكون المطر خفيفا.
(في بيان الضباب)
الضباب الرطب يكون عموما أقل كهربائية من الضباب البارد الجاف ، وزجاجية الثلج أكثر من راتنجيته ، ولم تعرف إلى الآن الحالة الكهربائية للبرد بفتح الراء.
(في كهربائية الغمام)
قد اعتبرت الغمامة الكثيفة الحاملة للعواصف جسما واحدا يتراكم على سطحه مقدار مخصوص من السائل الكهربائي المنتشر في الفضاء المعرض لتأثير هذه الغمامة ، ولعل ذلك هو الذي يحدث شكل هذه الكتل المتكونة من الأبخرة الحوصلية المائية فثبت بموجب ما ذكر أن الجو يكون دائما مكهربا ، ومثله في ذلك الغمام ، وأنه يمكن أن كهربائية إحدى سحابتين