(الفصيلة الثانية الفطرية):
ينمو عموم هذه الفصيلة في المحال الرطبة المظللة تارة على سطح الأرض ، وتارة في باطنها أو على جذوع الأشجار أو على المواد الحيوانية البالية ، وجوهرها لا يكون أخضر اللون من الباطن أصلا ، وهذا الوصف يميزها خاصة عن الفصيلة الأشنية التي يشاهد فيها هذا اللون بكثرة وتختلف بنموها السريع وبوضع أعضاء ثمارها ، ولنهتم بدراسة أنواع الفطر بجملة أمور :
(الأول) : أن عدة منها تستعمل غذاء للإنسان.
(الثاني) : أن جملة منها سموم قاتلة.
(الثالث) : أن بعضها يستعمل دواء ، ولنذكر أوصاف الأجناس الرئيسة منها والأنواع التي ينبغي معرفتها إما بسبب كونها مضرة أو بسبب كونها نافعة فنقول :
(الجنس الأول الجويدار):
هو فطري طفيلي باطنه مملوء بأعضاء أثمار بيضاوية الشكل ، وهو على هيئة قطع مختلفة الطول أسطوانية مدببة يوجد على أحد أسطحتها خط طولي ، وهو مقوس كثيرا أو قليلا ، ولونه أسمر مائل للبنفسجية ، ومغطى بمسحوق على سطحه قليلا ، ورائحته كريهة ومكسرة مندمج ، ولا ينمو الجويدار إلا على الشيلم فقط وعلى الذرة وعلى جملة نباتات أخرى تنسب للفصيلة النجيلية ، وأوصافه الرئيسة واحدة تقريبا ولو نبت على نباتات مختلفة ، وهذا النبات يوجد بكثرة في السنين الممطرة فيضر بحصاد حبوب الفصيلة النجيلية.
(في الخواص والاستعمال):
يحدث الجويدار تأثيرا منبها مخصوصا على الرحم فيحدث فيه انقباضات ، وبهذه الكيفية يعين على الولادة التي صارت عسرة ، ومقدار الاستعمال من نصف جرام إلى جرام ، وإذا دووم على استعماله يمدد الحدقة ويبطئ الدورة ، ويمكن أن يحث دوخانا ونعاسا وتعبا وتهوغا ، بل وتسقما حقيقيا ؛ ولذا لا ينبغي استعماله إلا مع غاية الانتباه ؛ لأنه إذا أعطى من ثلاثة دراهم إلى خمسة يكون مسمما ، ويمكن أن يكون سببا للموت ، وقد نسب إليه المرض المهول الذي مات بسببه أربعون ألف شخص في أحد أقاليم أوروبا في ابتداء القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسّلام وبتأثيره تستولي الغنغرينا الجافة على