طرف من الأطراف ، ثم تتقدم شيئا فشيئا ، وتنتهي بأن تهلك المريض بعد أن تجعل له مكابدات شاقة والأشخاص الذين يأكلون خبز الشيلم عرضة لهذا الداء فحينئذ ينبغي الاهتمام خصوصا في السنين الممطرة بفصل الجويدار المخالط لحبوب الشيلم.
(الجنس الثاني الغاريقون الأبيض والغاريقون الحافري أي الصوفان):
الأول الغاريقون الأبيض ينبت على بعض أنواع من الصنوبر في بلاد الجركس وحلب ، وهو على هيئة مخروط مستدير مغطى بقشرة خشنة صلبة ، وجوهره الباطن أبيض خفيف إسفنجي ، وهذا الجوهر طعمه مائل للحلاوة أولا ، ثم يصير مرا سكريا ذا حرافة عظيمة في آن واحد وهو لا رائحة له ومتى سحق يهيج الحلق بقوة.
(في خواصه واستعماله):
هو مسهل قليل الاستعمال الآن ، وكان يعطي في الاستسقاء القاصر ، أي الضعفي ، ومقدار الاستعمال من عشرين قمحة إلى ثلاثين.
(الثاني الغاريقون الحافري):
أي الصوفان ، هو فطر ينبت على جذوع شجر البلوط وشجر الكمثرى ، وهو كثير الاستعمال في إيقاف أنزفة الأوعية الدقيقة ، وهي التي تتكون من عض العلق ونحوه ، وهذا الجوهر يؤثر في هذه الحالة بامتصاص الدم والتصاقه بالأوعية المنفتحة ويؤثر أيضا بخاصية قابضة.
(في أجناس الفطر الذي يؤكل والذي لا يؤكل):
هذا الفطر له ساق وقلنسوة محدبة مائلة للبياض ذات صفائح ورقية ، ولونها وردي ويصير مائلا للسواد متى صار الفطر عتيقا ، وهو ينبت عادة في المحلات المكشوفة في مدة يومين أو ثلاثة ، ولحمه من الباطن أبيض متين ذو رائحة مقبولة تشبه رائحة الكمأة السوداء ، وساقه ذات عنيق ، وطعمه لذيذ مقبول يستعمل غذاء بكثرة.
(في الفطر البرتقاني):
هذا النوع يرغب فيه جدّا غذاء لكونه يشبه الفطر البرتقاني الكاذب الذي هو مسم جدا شبها عظيما حتى أنه ينبغي عدم استعمالهما خوفا من الأخطار التي تحصل من الاشتباه بينهما ؛