ولأنه أحمر برتقاني بهيّ جدّا ، والقلنسوة محدبة وصفائحها صفر غر متساوية طولا ، ومن المهم أن لا يشتبه علينا هذا النوع بالفطر البرتقاني الكاذب الذي هو مسم ويشتبه به كثيرا.
(في الفطر البرتقاني الكاذب):
هذا النوع يشبه المتقدم في الهيئة ويخالفه في الأوصاف ؛ وذلك لأن كيسه غير كامل ، أي لا يعطي جميع القلنسوة ، وقلنسوة متى كانت نامية تكون مبقعة بلطخ مائلة للصفرة غير منتظمة ، تسمى بالتآليل ، وساقه وصفائحه بيض وليست بصفر ، وهذا النوع مسم جدا ، وجميع أنواع الفطر ذات القلنسوة المسطحة أو المقعرة سمية وكذا التي رائحتها كريهة.
وتحتوي على عصارة لينة حريفة فلا ينبغي اجتناؤها من الغابات أصلا ولا من المحال المظللة أو الكثيرة الرطوبة ، وأيضا ينبغي رفض جميع أنواع الفطر التي تنبت على جذوع الأشجار أو في تجاويف الحيطان العتيقة أو في تجاويف الصخور ؛ لأنها كلها سموم قوية مختلفة السمية ، وإنه متى طحنت أنواع الفطر في الماء يوضع في إناء الطبخ قطعة من قبضة فإذا حفظت لمعانها المعدني بعد الطبخ يؤكل الفطر ولا ضرر وإذا صارت واكتسبت لونا آخر ينبغي رفضها.
(الفصيلة الثالثة الحزازية):
هذه النباتات تنبت على صخور البلاد الباردة ، وأكثر وجوده في فصل الشتاء لا سيما في جزيرة إزلاندة وهو بلا رائحة وطعمه مر كريه ، وإذا عطن في الماء البارد ينتفخ ويصير غشائيا ويترك للسائل جزء من أصله المر وقليلا من مادة غروية ، وإذا غلي في ماء يذوب أغلبه فيه ، ويستحيل السائل إلى هلام بالتبريد ، وهناك نوع آخر من الحزاز خلاف النوع المسمى الحزاز الأزلالندي ، وهو المسمى في مصر بالسيبة يجلب من بلاد الروم ، وهذا النوع يستعمل في المصابغ وفيه مادة عطرية وأصول مغذية ؛ ولذلك يشاهد أن بعض الناس يطيبون به رائحة الخبز ونحوه.
والسودان يدخلونه في الإدهان للتطيب ، وهناك نوع ثالث ينبت في الجبل المقطم المطل على القاهرة من جهتي الجنوب والشرق يحتوي على كثير من المادة اللعابية فيمكن أن يستعمل ملطفا ، وخواص الحزاز الأزلازندي هو مقلو لمن في النقاهة صدري ، ولعله هو الوارد في قول نبينا صلّى الله تعالى عليه وسلم داووا ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ، ويستعمل أيضا في الدوسنطاريا ، أي الإسهال المزمن ويعطي مغليا في اللبن الأمراض الصدر ومطبوخا في الماء ومربيات وعجائن وهلاما وشربا.