قريبتين لبعضهما تكون مخالفة لكهربائية الأخرى.
(في تداخل السحاب في بعضه)
إذا كان الهواء مضطربا ولم يكن لكتلة إلا اتجاه واحد فإن السحب تنجذب بالريح وتتبع اتجاهه ولا يحصل بينها وبين بعضها ملامسة ولا معارضة ولا اختلاط أما إذا انقلب الجو برياح متعارضة فإنه يشاهد إذ ذاك شرر كهربائي واضطراب وانزعاج متى قاربت السحب لبعضها حتى تتجاذب أي يدخل كل منها في سلطنة جذب الأخرى فحينئذ يشقق البرق والسحابة العاصفة فيسمع الرعد وكثيرا ما يشاهد طبقات من السحب في اتجاهات متعارضة أو أن تلك الطبقات تأتي من السماء من مواضع مختلفة وتنضم بعد ذلك في محل واحد ومن هذا المحل تظهر العواصف وذلك عقب تأثير الغمام على بعضه بيسير.
(في الغمامة الصاعقية)
قد يشاهد أحيانا على الأفق غمامة مظلمة مسودة تبقى واقفة جزءا من النهار ، وتكون السماء في غير هذا الموضع نقية مصحية ، ثم يتجه الريح نحو تلك الغمامة الصاعقية ، وتتقدم نحو السمت حتى تصل إليه بسرعة ، وتغطي الكون ببرقيع معتم وتسير مسبوقة بالرياح والبرق والرعد ، ومتبوعة بالأمطار الوابلة والبرد بفتح الراء الذي ينتشر ويتدحرج في ممرها.
(في كهربائية الأرض ونزول الصواعق)
قد ثبت أن الارض مكهربة كالهواء ، لكن يقال : هل كهربائيتها من نوع كهربائية؟ الهواء أقول المقرر خلافه فإن علماء الهيئة ذكروا أن كهربائية الهواء في الغالب تكون زجاجية بخلاف كهربائية الأرض فإنها راتنجية ، فإذا انقطعت الموازنة بين هذين السائلين وانجذب بموجب أسباب مخصوصة في محل ما مقدار كبير من أي نوع كان من الكهربائية حصل في الموضع المقابل لذلك المحل تراكم كهربائية مخالفة في الاسم للأولى ، والغالب تولد العواصف من هذا الحادث فإذا كان في شدة قوته فإن الشرر المنقذف من الغمام جهة الأرض أو من الأرض جهة الغمام يحصل الموازنة بينهما ثانيا ، وهذا هو أصل الصاعقة الصاعدة الصاعقة النازلة التي هي مهولة مخفية بسبب ما يحدث عنها من الإتلاف والإهلاك المدهش الغريب كيف لا وهي صورة تتشكل بأشكال غريبة مخالفة لبعضها ولم تصل العلوم إلى الآن لتوضيحها ، وبعد ذهاب الرياح العاصف والصاعقة يظهر كأن الكون اكتسب قوة جديدة وتعظم قوة الحيوانات وتشتد وتزيد حيويتها ، ويحسن الإنبات ، وتصير الروائح العطرية للأزهار أقبل وألطف ،