ولذا يستعمل مدر للبول ، ويؤمر به مطبوخا أو تستخرج عصارته بالعصر إذا كان رطبا وتستعمل.
(الجنس الرابع التيل أي القنب):
هذا النبات له خاصية مسكرة مخدرة ، والذي يظهر أن مجلسها في المادة الراتنجية الدبقة التي ترشح من الغدد الموضعة على سطح الساق والأوراق ، لكن هذه الخاصية تكون أكثر وضوحا في التيل الهندي والعجمي ، وإنما هذا الفرق من درجة حرارة الأقاليم ، وينال راتنج هذا النبات بطريقة مخصوصة وهي أن الزراعين يلبسون ملابس من جلد ، ثم يمرون في مزرعة التيل من احتكاكهم في النباتات على قدر الإمكان.
فالراتنج الرخو الذي يغطيها يلتصق بالجلد ، ثم يفصل عنه ويعجن على هيئة كرات صغيرة وهي التي تسمى بالشيرة وفي بلاد العجم تجهز الشيرة بعصر النبات بعد دقه في خرقة خشنة فيلتصق الراتنج بها ، ثم يفصل بالكشط ، وهذا الراتنج توجد فيه الخواص المسكرة ، والمستعمل منه في الطب البزور وهي مكونة من لوزة تحتوي على مقدار عظيم من زيت ثابت ، وهو المعروف بالشاهدانج ، أي الشرانق ، وهو ينفع لتجهيز مستحلبات ملطفة مسكنة.
(الجنس الخامس الديناري):
المستعمل منها في الطب الثمار والفروع الحديثة ، فالثمار طعمها مر واضح جدا ، وهذا الطعم ناشئ عن المادة الراتنجية الصفراء التي تدخل في ترطيب البوظة فتكسبها طعما مرا مقبولا ، وكيفية عملها أن تغلي هذه الثمار في البوظة فتبطئ تخمرها وتمنعها من أن تحمض فتحتفظ زمنا طويلا بدون فساد ، وكذا تكتسب زيادة عن الطعم المذكور رائحة عطرية مخصوصة فتصير مشوربا لذيذا سهل الهضم.
وهذه الثمار تساعد على إحداث السكر ، فقد شوهد أن البوظة تحدث سكرا أكثر كلما كانت متحملة بمقدار من الأصوال الفعالة لهذه الثمار أكثر ؛ ولأجل نفع هذا النبات يزرع بكثرة في بلاد الإنكليز وبلاد النيما ، وثمر حشيشة الدينار دواء مقو كثير الاستعمال في الطب ، فالمنقوع أو المطبوخ المكون من أوقية منه في رطل من الماء يتكون عنه مشروب مر يؤمر به بكثرة في الأمراض الضعيفة كداء الخنازير ونحوه ، وهذا المشروب يعين على الهضم وقال بعضهم : إنه معرق يستعمل بنجاح في الأمراض المزمنة للجلد ، وأما الفروع الحديثة فهي أقل مرارا وأقل تأثيرا واستعمالها كاستعمال الثمار.