المعتدلة وكثير بين المدارين ، وهو ضوء ضعيف مبيض يقرب في الشبه من ضوء المجرة المسماة أيضا بالطريق اللبنية أو درب التبانة ، وأما شكله فتاره يكون مخروطيا قاعدته مائلة جهة الشمس ، ورأسه متجهة نحو نجم من نجوم منطقة البرج ، وأحيانا يكون عدسيا مفرطحا مستدقا موضوعا في سطح خط الاستواء الشمسي وحدوده المشاهدة تمتد إلى مسافة بعيدة ، ويظهر في الربيع بعد غروب الشمس ، وفي الخريف قبل طلوعها ، ونسبه علماء الهيئة للضوء المنعكس من الكواكب الصغيرة القريبة جدا للشمس ، وبعضهم جعل أصل هذا الحادث كأصل الفجر الشمالي ، وبعضهم رفض هذا الرأي وقال : إن الضياء المنطقي لا يصح كونه ناشئا من جوّنا لكونه يمتد وراء مدار الأرض فإذا كان حادثا ضوئيا يقال حينئذ ما سببه ، وبعض الفلكيين الذين اعتبروا الحجارة الساقطة التي سنذكرها فيما يأتي سيارات صغيرة أو بقايا سيارات موجودة كثيرة العدد في مجموعنا رأوا أن الضوء المنطقي يمكن كونه حاصلا من مجموع كواكب صغيرة نشاهد مقدارا عظيما منها على شعاع واحد بصري بواسطة وضعنا في مسطح دائرة الاستواء الشمس ، فهي أصغرها لعسر مشاهدة كل منها على حدته ولو مع الاستعانة بالنظارات القوية لكن متى كانت منضمة مع بعضها نتج منها ضوء مختلط مشابه في شكله لذنب ذوات اللحى.
(الثاني النيران الطيارة): هي شعل لطيفة خفيفة مضيئة تخفق وترفرف في الليل على الأماكن الاحامية وفي محال الدفن وعلى القبور نفسها ، وفي ميادين الحروب وهي ناشئة من التعفنات مع مصاحبة السائل الكهربائية فتلتهب من محاكة الهواء ، وينسب لهذا الأثر معظم قصص العفاريت والشياطين والسحرة التي تفزع منها سكان القرى بل ، والمدن وتستولي عليهم الغلفة في ذلك.
(الثالث الشهب الساقطة): هي أكر صغيرة من نار تطير أي تجري في السماء مجتازة أي جهة كانت من جهاتها راسمة في سيرها قوسا يختلف في العظم والاتساع ، والغالب أنها تنطفئ بنشرها ضياء قويا وتركها بعدها ذنبا من الضوء طويلا ، وقد يبقى ضوؤها محفوظا معها مدة وجودها القصير ، وأحيانا يتناقص تدريجيا من ابتداء ظهورها إلى نهايته ، ثم إنها تارة تهف على الأرض ، وتارة تتحرك بين أورق الأشجار الكبيرة ، وتارة تضيع في الطبقات المرتفعة من الجو.
(الرابع الشعلة): هي شعلى مضيئة سريعة الزوال تشاهد هناك على السفن المصابة بالعواصف والقدماء كانوا إذا رأوا هذا الحادث وشاهدوا واحدة من تلك النيران سموها هيلانة