يشمونه ، وهذه الرائحة تضعف بالتخفيف ، وطعمه مر خصوصا الجذور ، والأزهار هي الأكثر استعمالا ، وهي دواء منبه ، ومقدار استعمال مسحوقه من خمس قمحات إلى عشرين ، بل أربعين قمحة ، ومنقوع الأرنيكا يصنع بأخذ درهم من الأرنيكا إلى ثلاثة ؛ لأجل مائتي درهم من الماء.
(الرتبة الحادية عشرة وفيها فصيلتان)
(الفصيلة الأولى الفوية وتحتها أجناس)
(الجنس الأول الفوه):
جذر الفوه معدود من الجذور الخمسة المفتحة الخفيفة ، وهو مقو منبه خفيف ، قد أوصى به في لين العظام والدسنطاريا إلى الآن ، ويعطى منه أحيانا ثلاثة دراهم في مائة درهم من الماء ، والذي يتعاطى الفوه من الحيوانات زمنا طويلا تتلون عظامه باللون الأحمر ، وهذا اللون يوجد في لبن البقر التي تتغذى بالفوه ، وهذا الجذر له أهمية عظيمة في فن الصياغة ، يستعمل فيها مقدار عظيم منه بسبب اللون الأحمر الذي يوجد فيه ، وهو يستعمل خصوصا في صياغة الصوف ، وتحتوي القوة على مادتين ملونتين إحداهما حمراء والثانية وردية وهاتان المادتان يوجد بينهما اختلاف في التركيب ، وتحتوي الفوه أيضا على مادة ملونة صفراء ، وكذا توجد فيها مادة خشبية وحمض نباتي وصمغ وسكر وجوهر مر وراتنج وأملاح.
(الجنس الثاني البني):
القهوة مستعملة في بلاد الشرق من قديم الزمن ، ولم تستعمل في القسطنطينية إلا في مدة السلطان سليم ـ رحمهالله ـ الذي أدخلها هناك هو ، أي السلطان سليم ، وتنقلت في بلاد أوروبا من ولاية إلى أخرى ، ومنقوع البن الجيد المحمص جيدا مشروب نافع للمعدة ، يسرع الدورة ، ويعين على الهضم والإفرازات ، وينمي القوى العقلية ؛ ولذا سميت القهوة بالمشروب المقوي للفهم ، ومنقوعه نافع جدا في التسمم بالأفيون واستحضاراته ؛ لأنه يتكون عنه نبات المورفين (١٥) الذي لا يذوب في الماء ولا تأثير له على البنية ونافع أيضا في ذهاب النعاس وهو حالة متوسطة بين النوم واليقظة ، وحينئذ يستعمل البن المحمص من عشر دراهم إلى ثلاثين في مائتي درهم من الماء المغلي ، وقد مدح استعمال البن في الحميات المتقطعة ،
__________________
(١٥) قوله : نبات المورفين كذا بالأصل ، ولعله محرف عن كبريتات ... إلخ. وليحرر. اه.