وفي هذه الحالة يستعمل البن الغير المحمص المسحوق ، ومقدار الاستعمال نصف درهم من ساعة إلى أخرى في وقت الفتور ، أي في وقت مفارقة الحمى.
(الجنس الثالث عرق الذهب):
يؤمر بعرق الذهب فيما إذا أريد الحصول على نتيجة أقل قوة من التي تنال من الطرطير القيء ، وهذا هو السبب في إعطائه للأطفال الحديثي السن ، ومع ذلك فهذا الجوهر يقيء بوضوح أقل من الطرطير المقيء بحيث لا ينبغي أن يؤمر به إذا احتيج إلى استفراغ وافر للمعدة ، والتأثير المسهل لعرق الذهب ثانوي جدا ، وهو متعلق بتأثير جزئيات الدواء على الأمعاء ، وهو قليل الوضوح في أغلب الأحيان أو مفقود ، وهذا التأثير يحصل متى أعطيت أغلب المقيئات الأخرى ، وتأثيره المنفث أحد التأثيرات الواضحة جدا ، وهو الذي يستعمل الآن بكثرة فيؤمر به بمقدار قليل في النزلات الشعبية وفي الوفور المخاطي للرئتين ، وفي استرخاء منسوج الأحشاء فباستعماله يحدث تنفيثا أكثر وفورا وأكثر سهولة ؛ لأنه يزيد إفراز المادة المخاطية لهذه الأجزاء فيما إذا كانت هذه المادة محتبسة ، ويقللها بتأثيره المقوي إذا كانت زائدة عن الحد ، وقد قيل : إن جزئيات عرق الذهب ، أي الأصول القابلة للذوبان منه أن تمتص فتؤثر في الجهاز الرئوي مباشرة ، ويعطي عرق الذهب منفثا في النزلات الرئوية المزمنة للكهول ، وقد مدح عرق الذهب كثيرا في معالجة الدوسنطاريا والالتهاب البريتوني للنفاس ، ويعطي في المرض الأخير خصوصا متى أمكن أن تنقص الأعراض الالتهابية باستفراغ دم وافر كثيرا أو قليلا ، ومسحوقه يستعمل من أربع قمحات إلى عشرين ، بل أربعين فإذا استعمل بهذا المقدار يقسم ثلاث كميات ، وقد يعمل حبوبا ، وهو لا ينفع إلا للبالغين ، وأما الأطفال فلا يمكنهم ازدرادها فيختار لهم شرابه ، ومطبوخه يصنع بأخذ ثلاثة دراهم من الجوهرية ومائة وثلاثين درهما من الماء ، وخلاصته تستعمل من أربع قمحات إلى سبع ، وحبه يصنع بأخذ جزأين من مسحوقه وسبعة وأربعين من السكر ومقدار من لعاب صمغ الكثيراء ، وتعمل أربعمائة وتسعين حبة ويؤخذ منها من ثمان حبّات إلى اثنتي عشرة ، وأقراصه تصنع بأخذ عشرة دراهم من مسحوقه وخمسمائة درهم من مسحوق السكر مقدار كاف من لعاب صمغ الكثيراء بماء أزهار البرتقال ، وتعمل عجينة كل قرص يحتوي على ثلاث قمحات من المسحوق ، ومقدار الاستعمال منها من أربعة أقراص إلى اثنتي عشر ، وشرابه يصنع بأخذ عشرة دراهم من خلاصته وثمانين درهما من الماء النقي وألف ومائتي درهم من شراب السكر ذات الخلاصة في الماء ، وترشح وتوضع الشراب إلى درجة الغلي ، ويحفظ الغلي حتى يرجع للشراب قوامه الأول فكل عشرة دراهم من الشراب تحتوي على خمس قمحات من الخلاصة أو على عشرين قمحة من مغلي الجذر بكسر أوله.