يتكون عنها الأفيون ، والذي يستخرج منه بهذه الكيفية يكون أنقى من الذي ينال باستخراج عصارة رؤوس الخشخاش وسوقه وأوراقه ، ثم تصعد إلى قوام الخلاصة ، والأفيون أحد الأدوية الجيدة جدا في فن العلاج فيحدث تأثيرا لا شك فيه في المجموع العصبي ، فإذا أعطى بمقدار قليل من ثلث أو نصف قمحة سكن التنبه ولطف الألم ، وكثيرا ما يحدث نوما نافعا للبنية معدلا فإذا كان المقدار زائد فتارة يقع في اندهاش مختلف الشدة ، وتارة يحدث تنبها ، ويزيد جميع الوظائف ، ويحدث هذيانا وجنونا.
وبالجملة فقد يحدث الموت ، ومع ذلك فالعادة لها تأثير ؛ لأن سكان الهند والمشرق يتعاطون منه مقدارا عظيما بدون أن يحصل لهم أدنى ضرر ، ومعلوم أن المشرقيين وسكان بلاد العجم يمضغون الأفيون على الدوام يخلطونه بمشروباتهم ، وقد فقد تأثيره المدهش عندهم بسبب العادة ، وإنما يوقعهم في حالة فتور.
والأفيون نافع في الأمراض المختلفة المعروفة بالأمراض العصبية ، وهو أحد الأدوية القوية الملل فإذا أعطى من يد طبيب ، وهو الملجأ الأخير لفن الطب فيسكن الآلام التي لا يمكن إزالة تنوعها ، ويصير الآلام الأخيرة للحياة أقل قوة ، ويدخل هذا الدواء في عدة استحضارات دوائية فيكسبها خواصه القوية ، وذلك كالترياق ولوديوم سيدنام ولودنوم وسو ، وشراب الأفيون وتعطى خلاصة الأفيون من واحد من خمسة من قمحة إلى قمحة ، ويمكن زيادة هذا المقدار تدريجا.
والرؤوس الجافة للخشخاش تستعمل في الطب أيضا ، فالمطبوخ الذي يجهز منها بعد نزع بزورها مسكن يستعمل حقنا وغسلا وضمادا ، بإضافته إلى دقيق بزر الكتان وشراب دياكود يجهز من الخلاصة الكؤلية لرؤوس الخشخاش والشراب البسيط ، وهو أقل تأثيرا من شراب الأفيون ، وأما أملاح الأفيون فتستعمل واحد من ثمانية من قمحة أو ربع قمحة ، وخواص الأملاح كخواص خلاصة الأفيون ، وبزور الخشخاش تحتوي على مقدار عظيم من زيت ثابت يستخرج منها بواسطة العصر.
(الجنس الثاني الاقاح):
المستعمل منه في الطب وريقات التويج فقط ، وهي ملطفة مسكنة قليلا تدخل في تركيب الأنواع المسماة بالأزهار الصدرية ، وتستعمل منقوعة في الأنواع المختلفة للروماتيزم الرئوية القليلة الشدة.