(الوجه الرابع) : سجودهما من جذورهما وجذوعهما وفروعهما.
(اعلم) أن الجذر هو الجزء الأسفل من النبات وغالبه يكون مستترا في الأرض مستعدا للتعمق على خط مستقيم ، وقد توجد جذور تكون غير مستترة كجذور الطحلب وغيره من النباتات المائية واستعداد الجذور للتعمق هو الخاصية التي خصها الله تعالى بها من الامتداد في الأرض وجزء الجذر الأعلى الحاف على سطح الأرض الحائل بين الجذور والساق يسمى عنق الجذر أو عقدة الحياة ، والساق والجذع اسمان لمسمى واحد وهو الجزء الذي يعلو عنق الجذر مستعدا للارتفاع ومنه تتفرع الفروع وتنبت الأوراق وتخرج الثمار ، فالنبات الذي لا ساق له يسمى نجما ، وعقدة الحياة فيه تقوم مقام الساق والفروع تولدات أو شعب من الساق تنشأ من الجراثيم النابتة من الخشب من طرف تولد نخاعي ومن حيث إنها كالأوراق في الوضع فلا نفردها بالتعريف ؛ لأن ما يتعلق بها يعرف من الكلام على الأوراق غير أننا ننبه على ما يحدث لها من التسمية بالنظر لاتجاهها مع الساق فنقول : متى كانت الساق منتصبة وكونت عند اجتماعهما بالفروع زاوية حادة سميت الفروع مرتفعة أو صاعدة أو مستقيمة ، وإن كانت متقابلة أوقية وكونت مع الساق زاوية تقرب من الاستقامة كفروع شجر الحور بالمهملة سميت منفرجة ، وإن تفاوتت وكونت مع الساق الزاوية المذكورة كفروع الزنزلخت سميت جهرية ، وإن كانت أطرافها أنزل عن محل اندعامها في الساق حتى صارت كقوس تقعيره يلي الأرض كفروع الصفصاف سميت منكبة ، وإن انسدلت أطرافها انسدالا يقرب من الاستقامة لضعفها وطولها كالصفصاف المستحي سميت مدلاة ، وإن تساوت في العلو كفروع الصنوبر سميت سامية أو مصفصفة وإن استقامت وانضمت من أسفل حتى اكتسب منها النبات شكلا اهراميا كالسر وسميت أهرامية.
وأما فروع الشجر التي ليس لقممها الطرية إلا طبقة واحدة خشبية فتسمى أخلافا ، والورق جزء من الساق يخرج منفرشا بأن تنفصل عن الساق حزيمات ألياف وتتباعد عن بعضها فينفرش المنسوج الخلوي انفراشا رقيقا مستويا ، وبذلك الانفراش تثبت الحزيمات وتنتظم فيتكون الورق ، والتباعد المذكور للألياف.
إما أن يكون حال خروجها من الساق أو بعد أن يبقى فيها بعض طول ففي الحالة الأولى تتكون الأوراق اللاذنيبية ، وفي الثانية تتكون الأوراق الذنيبية والذنيب حزيمة ألياف متصلة ببعضها تضم الورق بالساق ، ومنسوج النباتات مكون من أجزاء أعظمها القشرة المركبة من المبشرة والمنسوج الخلوي ، والمنسوج الخشبي المسمى بالوعائي ليس إلا نوعا من المنسوج الخلوي ، وهو مكون من أنابيب ذات تفرعات تسمى بالأوعية اللينفاوية وأنابيب أخرى تسمى