للتغذية ؛ ولذا يحصل فيها انصلاح مخصوص فتكتسب خواص جديدة ، ومتى تبعت طريقا معكوسا للذي مرت فيه تنزل ثانيا من الأوراق نحو الجذور من خلال الطبقات الكتانية أي الجزء المقابل للنمو من القشرة.
(في بيان الأمور المختصة باللينفا)
ولصعود اللينفا في الأوعية ونزولها إلى الجذور جملة أمور :
(الأول الحرارة) : لأنها أعظم مؤثر في صعودها لكونها تنعش القوة الحيوية الجامدة من البرد ، وتساعد القوة المذوّبة على تحليل الجواهر الفردية الغذائية وتركيبها.
(الثاني الضوء) : فإن له تأثيرا عجيبا في جميع وظائف النبات وبدونه تضعف قوة الإنبات يصاب النبات بسوء القنية فيموت.
(الثالث) : شوهد أن النبات النامي في بيت معد لوقايته ينعطف إلى جهة كوات البيت ويميل إلى منافذه الآتي منها الضوء ، وإن الجزء المستنير أقصر من المظلل وأن الأجزاء المظللة تطول طالبة للضوء ويضعفها فتنحني إلى جهته.
(الرابع) : أن دورة العصارة والتغذية لا تتمان إلا بواسطة فعل عضوي مصاحب لارتفاع وانحطاط في درجة الحرارة فبسبب تعاقب هذه الأفعال تحصل حركة مستمرة في المنسوج النباتي فينشأ عنها نوع انقباض وعائي يتحرك به جميع أعضاء النبات ، وباستمرار حركة اللينفا الأنابيب تصعد حتى تنتهي إلى قمم الفروع وحينئذ لا يمكنها التقهقر والرجوع ؛ لأن قوة صعود العصارة الجديدة من فعل الأعضاء تمنعها من ذلك فتسري بين القشرة والخشب وترجع للجذر ثانيا ، فظهر لك مما ذكرناه أن جميع وظائف النبات صادرة من هذه الأفعال ، وذلك بأن تستحصل قطع جزء شجرة من الحور حال نبات ورقها فحين وصول القطع إلى نصف قطر الساق ينبثق منها ماء رائق شفاف ، ويسمع لخروجه نوع صغير صادر من فراقع الهواء المصاحبة لانبثاق الماء ثم اثقب شجرة أخرى فحين وصول الثقب إلى المحور ينبثق من الأوعية القريبة من النخاع مقدار عظيم من الماء مختلط بالهواء ويسمع الصفير المذكور ويستمر مدة الصيف ويقوى إذا اشتد حر الشمس ويكثر التحلب ويكون بالليل ضعيفا جدا ، والأدوية الرديئة تؤثر على النباتات بالرداءة كما تؤثر على الحيوانات ، وذلك أن السوائل القابضة إذا وضعت على محل قطع عرق في الحيوانات قبضت فوهته ومنعت النزيف ، والنباتات كالحيوانات في ذلك فإذا بل محل قطع الفربيون بأحد السوائل القابضة وقف بزوغ العصارة أو