على حقيقتها معرفتها في أثناء هذه الهيولي ، وهذه التقلبات والتغيرات ، والمعدنيون هم أول من ميّز الأرض وقسمها إلى نوعين :
(الأول) : يشتمل على الأراضي التي تحتوي على عروق غنية من المعادن.
(الثاني) : يشتمل على الأراضي المكونة من طبقات خالية بحسب الظاهر من ذلك ، ثم بعد زمن ما قسمت الأراضي إلى ثلاثة أنواع :
أرض ذات سهول وأراضي ذات تلول ، وأراضي ذات جبال ، ثم بعد قسمت الأراضي إلى أراضي أولية أو أصلية ، وأراضي ثانوية وأراضي ثالثية وأراضي جرفية ، وأراضي بركانية ، وأراضي انتقالية.
فالأراضي الأولية : هي التي اعتبر كونها أقدم تكوينا ، وأنها موجودة من ابتداء تجمد الكرة ، وصفاتها الأصلية هي أنها تحتوي على بقايا حفرية من الكائنات العضوية نباتية كانت أو حيوانية ولا يوجد في تركيبها أجزاء أرضية فيها علامة كونها أقدم منها.
وهذه الأراضي إما جبال وأما سهول تكون أحيانا متسعة جدا ولا تغطي غيرها من الأراضي بل تكون مستورة بأراض أحدث منها ، وهذه كثيرة الغور بحيث لا يمكن الوصول إلى أعماقها ومعظم الكرة مكون منها أو لا أقل من كونها تمتد على جميع سطحها على هيئة قشرة متصلة غير منقطعة مكونة أقواسا كثيرة عظيمة غير منتظمة ، وقد تحقق حسبما شاهدنا سابقا أن هذه الأراضي كابدت تبلورا حقيقيا غير أنه لم يكن هناك عندنا ما يدل على طبيعة السائل الذي كان ماسكا في محلوله هذا الأصول المختلفة لتلك الصخور التي هي في غاية الصلابة ، ولتلك المعادن التي لا يمكن أن تقلدها الصناعة ، ومعظمها فيه غنى وثورة لمن يملكها ، ويظهر أن هذا التبلور أقدم ، ثم يأخذ في التناقض شيئا فشيئا حتى ينتهي بأن تتغير الأرض إلى راسب غير منتظم ، ثم إن من الصخور المتبلورة ما يدل على زيادة حداثة أزمنته غير أنه تكون فيه محدودية السعة أكثر ، ويظهر أن الأقدم من هذه الأراضي الأصلية رسب على هيئة كتل أو طبقات أفقية تكون أظهر وأوضح وأكثر ميلا وانحناء واختلافا كلما كانت الطبقات أحدث ، وقد قسمت الأراضي الأصلية سابقا إلى أجناس كثيرة يمكن حصرها أو إرجاعها إلى خمسة رئيسة ، فإنها تحتوي على الصوان أي الأغرانيت المختلف التكوين والإغنيس ، والمكاشيست ، والفيلاد المسمى أيضا بالشيست الأصلي ، والسرنيتين المسمى أيضا أوفوليت ، والبرفير أي السماق ، والكلس المحبب والفلزات ، والجواهر الثمينة ، وتكون تلك الأراضي عموما على هيئة طبقات منجرفة جدا ، وهي أقل صلابة من الأراضي الأصلية