تاما بحيث يعسر ، بل يتعذر تعيين محل منشئها أو انتهائها فإذا لا يستغرب أن يوجد في معظمها صفات القسم الأول والثالث.
والغالب أن الفحم الحجري وحجر البلاط المسمى الأغريس الأحمر هما اللذان يفصلان الصخور الانتقالية عن الصخور الثانوية ، واعتبر هذا التكوين أول تكوين لهذه الثانوية ، ويوجد في أثناء الصخور الانتقالية صخور متبلورة ، أعني من السماق ربما تنسب للصخور الأولية إذا لم يكن عندنا يقين بأنها رسبت على جوهر كلس مسود مملوء بالحيوانات النباتية فبموجب ذلك تكون من الانتقالية ولا بد ، وتشتمل الأراضي على ثلاث طبقات هي الأرض السيلورية والأرض الديونيزيرية والأرض الفحمية.
(في الأراضي السيلورية):
بكسر السين وضم اللام وكسر الراء المهملة ، وإنما سميت بهذا الاسم نسبة إلى قسم من إنكلترة كان يسكنه السيلوريون والأرض المذكورة المكونة من الرسوبات البحرية واضحة فيه ، وهي مرتكزة على الطبقة العليا من الأراضي الأصلية ، وثخنها عظيم فقد يبلغ في بعض الجهات ألفين وستمائة ذراع لكن الغالب أن لا يتجاوز تسعمائة ذراع ، وهي مكونة من شيست طفلي وحجارة جيرية وفي بعض محال منها حجارة رملية ، وكان البحر يشغل أغلب سطح الكرة أثناء تكون الأرض المذكورة ؛ لأنه لا يعرف أثر نبات ولا حيوان عاش في ذلك الزمن في المياه العذبة أو على سطح وهذه الأرض واضحة في بعض أراضي انكلترة والبرهيم ، وتوجد هذه الأراضي أيضا بفرنسا بأكناف أنجبية على هيئة اردواس يستعمل في تغطية سقوف المنازل وفي الكتابة عليها بالطباشير ، وتشتمل الأرض السيلورية على حفريات كثيرة وهذا دليل على أن البحار كانت مشغولة بحيوانات فنيت وانقطع نسلها فيشاهد فيها مساكن أخطبوطية ، ورتبة الحيوانات القشرية التي تشاهد فيها كثيرة وأشكالها عجيبة مخالفة لأشكال الحيوانات القشرية التي تعيش في زماننا هذا ، وتتميز الأرض السيلورية عن غيرها بأنها متمزقة فلا يتضح منها في البلاد التي توجد فيها إلا قطع لم تنفذ منها الطفحات العديدة ، وطبقاتها التي كانت أفقية أولا صارت مائلة أو رأسية.
(في الأراضي الديونيزرية):
بكسر الدال المهملة وضم الواو وسكون الزاي والراء ، وسميت بهذا الاسم ؛ لأنها تظهر بوضوح في أرض من أراضي انكلترة تسمى بذلك ، وهي تركز على الأرض السيلورية ،