(في الأرض الثانية السفلى أو الثلاثية):
إنما سميت بهذا الاسم ؛ لأنها مكونة من ثلاث طبقات تعد من أسفل إلى أعلى ، وهي الحجر الرملي المدبج أي المنقش والحجر الجيري القوقعي ، والمارن القزحي ، فالحجر المدبج تركز على الطبقة العليا من الأراضي المتوسطة وألوان الحجارة الرملية التي تتكون عنها هذه الأراضي لطيفة ، وهي مختلطة بثنيات كثيرة من الميكا فتارة تكون حمراء ، وتارة صفراء ، وتارة سنجابية ؛ ولذا سميت بالحجارة الرملية المدبجة والحجر الجيري القوقعي إنما سمي بهذا الاسم بالنظر للقواقع الكثيرة التي توجد فيه ، وهي تختلط بالحجر الرملي المنقش أولا ، ثم تتميز عنه كأعني أن طبقات الحجارة الرملية تتعاقب أولا مع طبقات من الحجر الجيري القوقعي ، ثم تنتهي هذه الطبقات الأخيرة بأن تتكون عنها الكتلة كلها ، والحجارة الجيرية مندمجة ضاربة للسنجابية أو الخضرة أو الصفرة ، والغالب أن تكون محتوية على المغنيسيا وهذه الطبقة قليلة الوضوح في وادي أزهل ، والمارن القزحي ويسمى أيضا بمارن كوبير نسبة لمن أظهره مركب من طبقات من مارن تتعاقب مع طبقات من طفل أحمر نبيذي اللون أو ضارب للزرقة أو الخضرة كان سببا في تسمية هذه الطبقة بالمارن القزحي ، وهذه الطبقة واضحة جدا في وادي عربا ووادي أزهل ووادي قنا ، ويوجد في هذه الطبقة رسوبات كثيرة من ملح الطعام تستخرج من الأرض في بعض البلاد وهي السبب في تسمية الأرض الثانية السفلى ، أي الثلاثية بالأرض الملحية ، وإنما كانت الينابيع الملحية محتوية على كثير من ملح الطعام في بلاد النمسا وإنكلترة ؛ لأن مياهها تمر على طبقات ملحية في جوف الأرض قبل أن تنبجس على سطحها ، وكثيرا ما يكون ملح الطعام مصحوبا بالحجر الجص أي كبريتات الجير الأندراني ، وأحيانا يكون هذا الملح الأخير بمفرده والمارن القزحي كثير الوضوح في القطر المصري ؛ لأن ارتفاعه من مائتي قدم إلى أربعمائة.
(في حفريات الأرض الثانية السفلى):
اعلم أن الكائنات التي كانت تعيش في مدة الأرض الثانية السفلى تخالف الكائنات التي تعيش أثناء تكون الأرض المتوسطة ، فالحيوانات القشرية العجيبة لا توجد في الأرض الثانية السفلى ، والحيوانات الرخوة ذوات الأرجل الرأسية قليلة العدد فيها ومثلها الأسماك الدرقية التي ينقرض نسلها في الأرض المذكورة.
وأما القواقع الرخوة فإنها تبتدئ في الظهور في الأرض المذكورة ، ويتكاثر عددها في