الأرض الثانية الوسطى والنباتات الخفية الزهر التي وصلت إلى أعلى درجات نموها في الأرض المتوسطة تكون أقل عددا في الأرض الثانية السفلى.
وأما النباتات التي تنسب للفصيلة المخروطية فتكتسب بعض نمو وأنواع الورل تكتسب فيها نموا عظيما ، ثم تظهر بعدها في الأرض الثانية الوسطى أنواع الورل مهولة الجثة ذات هيكل عظيم الحجم غريب الشكل بحيث إن من رأى بقاءها تعجب منها وحصل له الفزع ، ولنتكلم على الحفريات التي تتميز بها الأرض الثانية السفلى فنقول : كانت الأرض مغطاة بنباتات مضاعفة التركيب وكانت مغمورة كالبحار بحيوانات عديدة فتحتوي على قوقع كثير ، وكانت هذه الحيوانات كثيرة العدد في الزمن القديم ، ثم انقرضت.
والقوقع ذو الصدفتين صغير جدا يوجد منه مقدار عظيم في الأرض الثانية السفلى وخصوصا في الحجر الجيري القوقعي ، فالميتيلوس المسمى بأم الخلول ينسب إلى الحجر الجيري القوقعي ، وهو حيوان رخو عديم الرأس وقوقعته مستطيلة ذات ثلاث زوايا ومنه أنواع كثيرة في البحار الآن.
ومن الحيوانات ذوات الجلد الشوكي التي تتميز بها هذه الأرض نوع من الأنكرين يسمى انكرينوس أي الشبيه بزهر الزنبق ، وقد وجد في الأرض الثانية السفلى زاحف كبير الجثة خلق قبل الزواحف المهولة الجثة التي خلقت أثناء تكون الأرض الثانية الوسطى ، وهذا الحيوان هو نوع تمساح بحري ، ومن الأنواع النباتية التي تتميز بها هذه الطبقة الفصلية المخروطية أي السنورية كانت نباتات ذات أوراق عريضة متقاربة وموضوعة على بعضها ، كقشور السمك ، وأنواع الوولتيز التي كان يتكون عنها أغلب غابات ذاك الزمن عبارة عن جنس من الفصيلة السروية ، وقد فني وله صفات تدل عليه وتميزه عن غيره من نباتات الفصيلة المخروطية الحفرية ، فأوراقه متوالية حلزونية تتكون عنها خمسة صفوف أو ثمانية على الساق ، وهي عديمة الذنيب جناحية ، وثماره مخروطية مستطيلة ذات فلوس غير متراكمة موضوعة على بعضها كقشور السمك إسفينية ذات ثلاثة فصوص أو خمسة ، ولأجل إتمام الكلام على الأرض الثانية السفلى ينبغي أن نذكر كيفية تكون ملح الطعام الذي يوجد منه مقدار عظيم في الطبقة العليا من هذه الأراضي أي في المارن القزحي فنقول : الأرض ذات الاتساع التي تكونت من الأرض الثانية السفلى أخيرا تسمى بالأرض الملحية ؛ لأنها تعرف بوجود مقدار عظيم من ملح الطعام فيها ، فإن قيل ما منشأ هذه الرسوبات الملحية الكثيرة التي توجد في هذه الأرض وتتعاقب دائما مع الطفل ، والمارن على شكل طبقات رقيقة قلنا : إن سبب ذلك تصاعد مقدار عظيم من ماء البحر الذي دخل في منخفضات أو في تجاويف أو خلجان ، ثم