فصلتها أكام عن البحر بعد ذلك ، وهذه الظاهرة حصلت وتكررت في مساحة عظيمة من الشواطئ أثناء تكون الأرض الملحية تتكون عنها الكتل العظيمة من ملح الطعام الذي يوجد الآن في الأرض المذكورة وحيث إن هذا الملح موضوع في طبقات غائرة من الأرض لا يمكن استخراجه بسهولة كالملح الذي ينسب للأراضي الثالثة.
(في الأراضي الثانية الوسطى أو الجوراوية):
رسبت طبقات الأرض الجوراوية فوق الأراضي المحتوية على ملح الطعام ، وإنما سميت بهذا الاسم ؛ لأن جبال جورا التي بفرنسا مكون أغلبها من الأراضي التي رسبت من البحار في المدة الجوراوية ، وللمدة الجوراوية صفات واضحة تتخذ من الحيوانات والنباتات ، فجملة من أجناس الحيوانات التي تنسب للمدد السابقة فنيت واستبدلت بحيوانات كثيرة غيرها ، وتنقسم الأرض الجوراوية إلى تكوينين هما التكوين اللباسي ، والتكوين البطارخي ، فالتكوين اللباسي هو مكون من ثلاثة أجزاء :
(أولها) : طبقات من حجر رملي قليل الصلابة يحتوي على رسوبات معدنية كأملاح المنقنيز والكروم وهذه الطبقات تسمى بالحجارة الرملية اللباسية.
(وثانيها) : حجارة جيرية لباسية قليلة الاندماج مائلة للسنجابية أو للسواد توجد فيها عروق بيض من كربونات الجير دخلت في شقوق ناشئة ، إما من الزلازل وإما من الانكماش الذي يحصل في جميع الصخور المحتوية على كثير من الطفل ، وهذه الحجارة الجيرية تحتوي على كثير من الحفريات :
أحدها : كثير الانتشار فيها وهو قوقع ذو صدفتين من فصيلة المحار.
(وثالثها) : مارن شيستي طفلي يحتوي على كثير من بقايا عضوية وخصوصا القوقع المغزلي ، وهو حيوان رخو من ذوات الأرجل الرأسية ولم يبق من هذا الحيوان إلا عظم مخروطي محجر يشبه العصا ، وكان هذا الحيوان يسبح في قاع البحر ، ويفرز مدادا كالسبيد ، وقد وجد الكيس المحتوي على مداد هذا الحيون جافا ، وجنس القوقع الأموني خاص بالزمن القديم ، وقد فني ولم يتجدد بعد ذلك ، وكان أول ظهوره في الأرض الثانية السفلى ، وقد تكاثر في المدة اللباسية فصار مميزا لهذا التكوين.
ولنذكر من جملة الحيوانات الرخوة التي يتميز بها التكوين اللباسي فصيلة المحار الكبير الحجم ، وكان يوجد في بحار المدة اللباسية حيوانات نباتية وحيوانات رخوة غير التي ذكرناها