ثمّ وجدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه. وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي. وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حيث استخلفه على المدينة ، فقال : يا رسول الله ، أتخلفني على النساء والصّبيان؟ فقال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار ، وتحقيق هذه الشواهد ، فيلزم الأمّة الإقرار بها ، إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ، ووافق القرآن هذه الأخبار ، فلمّا وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ، ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا ، كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا ، لا يتعدّاه إلّا أهل العناد والفساد» (١).
والأحاديث في ذلك كثيرة ذكرنا طرفا منها وافيا في كتاب البرهان من طرق الخاصّة والعامّة من أرادها وقف عليها من هناك لأنّه مبني هذا الكتاب على الإختصار.
ونزيده هنا من طرق العامّة :
٢٩٨ / ٢١ ـ روى الثعلبي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفقيه ، قال : حدّثنا أبو عبد الله بن أحمد الشّعرانيّ (٢) ، قال : أخبرنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين الباشانيّ (٣) ، قال : حدّثنا المظفّر بن الحسين الأنصاريّ ، قال : حدّثنا
__________________
(١) الإحتجاج ٢ : ٤٨٧.
(٢) في بعض المصادر : أبو محمّد عبد الله بن أحمد الشعراني.
(٣) في المصدر : البياشاني ، وفي شواهد التنزيل : القاشاني ، وهو أحمد بن محمّد بن عليّ بن رزين الباشاني الهروي ، ثقة ، توفّي سنة ٣٢١ ه.