بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلا يكون كما قال الضلّال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم : (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)(١). بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات ، وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزوجل : (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى)(٢) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماما. فعيّرهم الله بذلك.
والأوصياءهم أصحاب الصراط ، وقوفا عليه ، لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم [وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزوجل ، عرّفهم عليهم](٣) عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الشهيد عليهم ، وأخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهم الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً* يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً)(٤)» (٥).
٣٦٩ / ٢٣ ـ وعنه : عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن أسباط ، عن أحمد بن هيك (٦) ، عن بعض أصحابه ، عمّن حدّثه ، عن الأصبغ بن
__________________
(١) طه ٢٠ : ١٣٤.
(٢) طه ٢٠ : ١٣٥.
(٣) أثبتناه من المصدر.
(٤) النّساء ٤ : ٤١ ـ ٤٢.
(٥) مختصر بصائر الدرجات : ٥٣.
(٦) في بعض المصادر : جبك ، وفي المصدر : أحمد بن حنان.