ميمون الشّعيري ، عن زياد القندي ، قال : سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر بن محمّد عليهمالسلام أجمعين يقول : «إنّ الله عزوجل خلق بيتا من نور ، وجعل قوامه أربعة ، أركان أربعة أسماء كتب عليها سبحان الله ، والحمد لله (١) ، ثمّ خلق من الأربعة أربعة ، ومن الأربعة أربعة (٢) ، ثمّ قال عزوجل (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ
__________________
(١) وفي النسخة : عكس هذا الترتيب.
(٢) قال العلّامة المجلسي رحمهالله : هذا الخبر شبيه بما مرّ في باب الأسماء من كتاب التوحيد ومضارع له في الاشكال والاعضال وكان المناسب ذكره هناك ، وإنّما أوردناه هاهنا لأن الظاهر بقرينة الأخبار الآخر الواردة في تفسير الآية أن الغرض تطبيقه على عدد الأئمّة عليهمالسلام ، وهو من الرموز والمتشابهات التي لا يعلمها إلّا الله والراسخون في العلم ، ويمكن أن يقال على سبيل الاحتمال :
أن أسماءه تعالى منها ما يدل على الذات ، ومنها ما يدل على صفات الذات ، ومنها ما يدل على التنزيه ، ومنها ما يدل على صفات الفعل.
فالله : يدل على الذات ، «والحمد» على ما يستحق عليه الحمد من الصفات الكمالية الذاتية ، و «سبحان» على صفات التنزيهية ، و «تبارك» لكونه من البركة والنماء على صفات الفعل ؛ أو «تبارك» على صفات الذات لكونه من البروك والثبات ، و «الحمد» على صفات الفعل لكونه على النعم الاختيارية.
ويتشّعب منها أربعة لأنه يتشعب من اسم الذات ما يدل على توحيده وعدم التكثير فيه ، ولذا بدأ الله تعالى به بعد «الله» فقال : «قل هو الله أحد» ويتشعب من الأحد الصمد ، لأن كونه غنيا عما سواه ، وكون ما سواه محتاجا إليه من لوازم أحديته وتفرده بذلك ، ولذا ثنى به في سورة التوحيد بعد ذكر الأحد.
وأما صفات الذات فيتشعب أولا منها القدير ، ولما كانت من القدرة الكاملة يستلزم العلم الكامل تشعب منه العليم ، وسائر صفات الذات ترجع إليهما عند التحقيق ، ويحتمل العكس أيضا بأن يقال : يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل.
وأما ما يدل على التنزيه فيتشعب منها أولا السبوح الدال على تنزيه الذات ثم القدوس