والنعمة يزول ، وما عند الله ممّا تقدّمونه من خير أو شرّ فهو باق (١).
٦١٠ / ٣٩ ـ العيّاشي : عن زيد بن الجهم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : «لمّا سلّموا على عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للأوّل : قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين. فقال : أمن الله ومن رسوله ، يا رسول الله؟ فقال : نعم ، من الله ومن رسوله ؛ ثمّ قال لصاحبه : قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين. فقال : أمن الله ومن رسوله؟ قال : نعم ، من الله ومن رسوله ؛ ثمّ قال : يا مقداد ، قم فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين ـ قال ـ فقام وسلّم ، ولم يقل ما قال صاحباه ؛ ثمّ قال : قم ـ يا أبا ذر ـ فسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين. فقام وسلّم ؛ ثمّ قال : قم ـ يا سلمان ـ وسلّم على عليّ بإمرة المؤمنين. فقام وسلّم».
[قال :] «حتّى إذا خرجا ، وهما يقولان : لا والله ، لا نسلّم له ما قال أبدا ، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيّه : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) بقولكم : أمن الله ومن رسوله؟ (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) أن تكون أئمّة هي أزكى من أئمّتكم».
قال : قلت : جعلت فداك ، إنّما نقرؤها (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) فقال : «ويحك ـ يا زيد ـ وما أربى؟! أن تكون أئمّة هي أزكى من أئمّتكم (إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) يعني عليّا عليهالسلام (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ* وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) بعد ما سلّمتم على عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعني عليّا عليهالسلام (وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)».
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ٣٨٩.