قال : «ومن كبّر بين يدي الإمام ، وقال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن كتب له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمّد عليهماالسلام والمرسلين في دار الجلال».
قلت : وما دار الجلال؟ فقال : «نحن الدار ، وذلك قول الله عزوجل (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ، [فنحن العاقبة ، يا سعد. وأمّا مودّتنا للمتّقين] فيقول الله عزوجل : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(١) ، جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا» (٢).
الإسم الثالث والثمانون وخمسمأة : انّه ممّن ، في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ)(٣).
٨٦٩ / ٢٣ ـ محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك ، وعبيس بن هشام ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن صالح بن ميثم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له : حدّثني. قال : «أوليس قد سمعته من أبيك؟» قلت : هلك أبي وأنا صبيّ. قال : قلت : فأقول ، فإن أصبت. قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ. قال : «ما أشدّ شرطك» قلت : فأقول ، فإن أصبت سكت ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ. قال : «هذا أهون».
قال : قلت : فإنّي أزعم أنّ عليّا عليهالسلام دابّة الأرض ؛ وسكت. فقال أبو جعفر عليهالسلام : «أراك ـ والله ـ تقول : إنّ عليّا عليهالسلام راجع إلينا ؛ وقرأ : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ)». قال : قلت : قد جعلتها فيما أريد أن أسألك عنه فنسيتها.
__________________
(١) الرحمن ٥٥ : ٧٨.
(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٥٦.
(٣) القصص ٢٨ : ٨٥.