بالتسبيح فسبّحنا ، فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنّا لنحن الصافّون ، وإنّا لنحن المسبّحون» (١).
٩٨٢ / ١١ ـ قال : وروي مرفوعا إلى أبي محمّد بن زياد ، قال : سأل ابن مهران عبد الله بن العبّاس عن تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) ، فقال ابن عبّاس : إنّا كنّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقبل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فلمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تبسّم في وجهه ، وقال : «مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام». فقلت : يا رسول الله ، أكان الابن قبل الأب؟ قال : «نعم ، إنّ الله تعالى خلقني ، وخلق عليّا قبل أن يخلق آدم بهذه المدّة ، خلق نورا ، فقسمه نصفين ، فخلقني من نصفه ، وخلق عليّا من النصف الآخر قبل الأشياء كلّها ، ثمّ خلق الأشياء ، فكانت مظلمة ، فنوّرها من نوري ونور عليّ ، ثمّ جعلنا عن يمين العرش ، ثمّ خلق الملائكة ، فسبّحنا فسبّحت الملائكة ، وهلّلنا فهلّلت الملائكة ، وكبّرنا وكبّرت الملائكة ، فكان ذلك من تعليمي وتعليم عليّ ، وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محبّ لي ولعليّ ، ولا يدخل الجنّة مبغض لي ولعليّ.
ألا وإنّ الله عزوجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين (٢) ، مملوءة من ماء الحياة من الفردوس ، فما من أحد من شيعة عليّ إلّا وهو طاهر الوالدين ، تقيّ ، نقيّ ، مؤمن ، موقن بالله ، فإذا أراد أبو أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق من ماء الجنّة ، فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها ، فيشرب من ذلك الماء ، فينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع ، فهم على بيّنة من ربّهم ، ومن نبيّهم ، ومن وصيّه عليّ ، ومن ابنتي الزهراء ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ الأئمّة من ولد الحسين».
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ : ٥٠١ / ١٩.
(٢) اللجين : الفضّة. «النهاية ٤ : ٢٣٥».