من قال : بلى عند قوله : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)(١).
ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوّة لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولعليّ عليهالسلام بالولاية ، فأقرّ من أقر ، وجحد من جحد.
ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : فنحن أوّل خلق الله ابتدأ الله ، وأوّل خلق عبد الله ، وسبّحه ، ونحن سبب خلق الخلق ، وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين ، فبنا عرف الله ، وبنا وحدّ الله ، وبنا عبد الله ، وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه ، وبنا أثاب من أثاب ، وعاقب من عاقب ، ثمّ تلا قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)(٢) وقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(٣). فرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل من عبد الله تعالى ، وأوّل من أنكر أن يكون له ولد أو شريك ، [ثمّ نحن بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم].
ثمّ نحن أودعنا بعد ذلك صلب آدم عليهالسلام فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام ، من صلب إلى صلب ، ولا استقرّ في صلب إلّا تبيّن عن الذي انتقل منه انتقاله ، وشرف الذي استقرّ فيه ، حتى صار في عبد المطّلب ، فوقع بأمّ عبد الله فاطمة ، فافترق النور جزءين : جزء في عبد الله ، وجزء في أبي طالب ، فذلك قوله تعالى : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(٤) يعني في أصلاب النبيّين وأرحام نسائهم ، فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الأصلاب والأرحام ، حتى أخرجنا في أوان عصرنا وزماننا ، فمن زعم أنّا لسنا ممّن جرى في الأصلاب والأرحام ،
__________________
(١) الأعراف ٧ : ٧٢.
(٢) الصافات ٣٧ : ١٦٥ ، ١٦٦.
(٣) الزخرف ٤٣ : ٨١.
(٤) الشعراء ٢٦ : ٢١٩.