زياد ، عن أيمن بن محرز ، عن الصّادق جعفر بن محمّد عليهالسلام : «أنّ الله تبارك وتعالى علّم آدم عليهالسلام أسماء حجج الله كلّها (١) ، ثمّ عرضهم ـ وهم أرواح ـ على الملائكة ، فقال : أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين بأنّكم أحقّ بالخلافة في الأرض ـ لتسبيحكم وتقديسكم ـ من آدم عليهالسلام : (قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
قال الله تبارك وتعالى : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) وقفوا على عظم منزلتهم عند الله عزّ ذكره ، فعلموا أنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء في أرضه ، وحججه على بريّته ، ثمّ غيبهم عن أبصارهم ، واستبعدهم بعلانيتهم (٢) ومحبّتهم ، وقال لهم : (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ»).
ثمّ قال ابن بابويه : وحدّثنا بذلك أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا
__________________
(١) قال ابن بابويه رحمهالله : إنّ الله سبحانه وتعالى إذا علّم آدم الأسماء كلّها ـ على ما قاله المخالفون ـ فلامحالة أنّ أسماء الأئمّة عليهمالسلام داخلة في تلك الجملة ، فصار ما قلناه في ذلك بإجماع الأمّة ، ولا يجوز في حكمة الله أن يحرمهم معنى من معاني المثوبة ، ولا أن يبخل بفضل من فضائل الأئمّة لأنّهم كلّهم شرع واحد ، دليل ذلك أن الرسل متى آمن مؤمن بواحد منهم ، أو بجماعة وأنكر واحدا منهم ، لم يقبل منه إيمانه ، كذلك القضية في الأئمّة عليهمالسلام أوّلهم وآخرهم واحد ، وقد قال الصّادق عليهالسلام : «المنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا».
وللأسماء معان كثيرة وليس أحد معانيها بأولى من الآخر ، فمعنى الأسماء أنّه سبحانه علّم آدم عليهالسلام أوصاف الأئمّة كلّها أوّلها وآخرها ؛ ومن أوصافهم العلم والحلم والتقوى والشجاعة والعصمة والسخاء والوفاء ، وقد نطق بمثله كتاب الله عزوجل : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) مريم ١٩ : ٤١ ؛ انظر كمال الدين وتمام النعمة ١ : ١٤ ـ ١٨.
(٢) في المصدر : بولايتهم.