الأوّل : قوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١).
وجه الاستدلال : أنّ هذه الآية عامّة في كلّ عصر ، والإمام لا بدّ أن يحمل الناس عليها إن امتثلوا أمره وتابعوا فعله ، فلا بدّ وأن يكون فيه هذه الصفة.
[فلا بدّ في كلّ عصر من إمام متّصف بهذه الصفة] (٢) وهو المعصوم ؛ لأنّ قوله : (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [عامّ] (٣) ؛ لأنّ النكرة المنفية للعموم (٤) ، وهو جواب لقوله تعالى : [(فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ). وكلّ غير معصوم يخاف ويحزن ؛ لقوله تعالى] (٥) : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٦) ، وقوله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (٧).
فدلّ على أنّ من ذكرناه معصوم.
__________________
(١) الأعراف : ٣٥.
(٢) من «ب».
(٣) في «أ» : (عامّة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) العدّة في أصول الفقه ١ : ٢٧٥. مبادئ الوصول إلى علم الأصول : ١٢٢. اللمع في أصول الفقه : ٢٧.
(٥) من «ب».
(٦) الزلزلة : ٧ ـ ٨.
(٧) آل عمران : ٣٠.