الثاني : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١).
وجه الاستدلال : أنّ الله سبحانه وتعالى نصب الإمام لحمل الناس على هذه المرتبة ، فلا بدّ وأن تكون فيه.
و (الصَّالِحاتِ) لفظ جمع محلّى باللام فيفيد العموم (٢) ، فالإيمان وعمل الصالحات يشتمل على ترك المعاصي ؛ لأنّه حكم بأنّهم أصحاب الجنّة المستحقّون لها ، فلا يتمّ إلّا بترك المعاصي ، فالإمام معصوم ، وهو المطلوب.
الثالث : قوله تعالى : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٣).
وجه الاستدلال : أنّ الهداية ـ هداية الحقّ ـ لا تتمّ إلّا بالمعصوم ، فقد ثبت الملزوم بهذه الآية ، فثبت اللازم ، فيكون الإمام الذي هو هاد معصوما ، وهو المطلوب.
الرابع : قوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٤).
وجه الاستدلال : أنّه تعالى فصّل الكتاب إلى أحكامه على علم ، فنفى الظنّ ،
__________________
(١) الأعراف : ٤٢.
(٢) العدّة في أصول الفقه ١ : ٢٧٦. مبادئ الوصول إلى علم الأصول : ١٢٢. اللمع في أصول الفقه : ٢٦.
(٣) الأعراف : ٤٣.
(٤) الأعراف : ٥٢ ـ ٥٣.