ولأنّه يحصل له الخوف [من] (١) متابعته عند تجويزه أنّه يأمره بما يؤدّي إلى التهلكة وإلى المحرّمات ، والاحتراز عن الخوف واجب ، فتعيّن أن يكون الإمام معصوما ، وهو المطلوب.
الثاني والثلاثون : الإنسان مكلّف في أقواله وأفعاله البدنية واعتقاداته [القلبية] (٢) بالصواب ، وألّا يخرج عن الصواب في شيء من ذلك ، وذلك لا يتمّ إلّا بمرشد يحصل العلم بقوله ، ولا [يختصّ] (٣) بزمان ، بل بكلّ زمان.
وذلك هو المعصوم ؛ لأنّ غيره لا يوثق بقوله ، ولا يتمّ الفائدة [به] (٤).
الثالث والثلاثون : الإمام عليهالسلام على الصراط المستقيم ، وهو [صراط الذين أنعم الله عليهم ، وهم] (٥) غير مغضوب عليهم وغير ضالين بوجه في شيء أصلا ؛ لأنّ الله تعالى أمرنا [بطاعته] (٦) كطاعة النبيّ عليه الصلاة والسلام ، وأمرنا باتّباعه ، وإلّا لم يكن في نصبه فائدة.
والله عزوجل أرشدنا إلى أن نطلب منه ونسأل الهداية إلى الصراط المستقيم (٧) ، وهو الطريق الذي ذكرناه ، ثمّ أمرنا بطاعته ، فلو لم يكن هو الطريق المشار إليه استحال من الحكيم ذلك ؛ لأنّه لو أرشدنا إلى الدعاء بالهداية إلى ذلك الطريق ، ثمّ أمرنا بطاعة شخص ليس على تلك طريق ، كان هذا مناقضة ، ونقض الغرض عليه تعالى محال ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.
والطريقة المذكورة هي العصمة ، فالإمام معصوم.
__________________
(١) في «أ» : (عن) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) في «أ» : (العقلية) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» : (يحصل) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (فيه) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) في «أ» : (طاعته) ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة : ٦).