دخول جهنّم ، ومن يستحقّ دخول جهنّم بعمل لا يجوز أن يتّبع في كلّ عمله وقوله وفعله ، وإلّا لكان إماما من أئمّة النار ، [فيهلك] (١) باتّباعه.
ولا يمكن ألّا يتّبع أصلا ، فلا (٢) فائدة في نصبه. أو في البعض منه فيلزم منه محالان : أحدهما إفحامه ، والثاني يلزم عدم اتّباعه مطلقا ، بل فيما يعلم صوابه إمّا من اجتهاده ، أو من غيره ، فلا فائدة في نصبه.
التاسع والتسعون : قوله تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ...) الآية (٣).
وجه الاستدلال : أنّ الرحمة أوجبها الله تعالى للذين يتّقون ، وغير المعصوم بالفعل لا يجب ولا يوجب الله له الرحمة ؛ لأنّه فاعل الذنب ، فهو مستحقّ للعقاب ، فلا يجب رحمته ، فلا شيء من غير المعصوم بمتّق.
والإمام إنّما نصّب [للدعوة] (٤) إلى التقوى والحمل عليها ، فلا يمكن أن يكون غير [متّق ، فلا يمكن أن يكون غير] (٥) معصوم.
المائة : المعصومون المتّقون هم المتّبعون للنبيّ الأمّي بحكم هذه الآية (٦) ، فإنّه تعالى عرّفهم بذلك ، والمعرّف مساو [للمعرّف] (٧) ، فيكون [المتّقي] (٨) والمتّبع للرسول في كلّ أقواله وأفعاله وتروكه متساويين ، وهو ظاهر ضروري.
__________________
(١) في «أ» و «ب» : (فهلك) ، وما أثبتناه للسياق.
(٢) في «ب» : (فلا بدّ) بدل : (فلا).
(٣) الأعراف : ١٥٦.
(٤) في «أ» : (الدعوة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) أي الآية المتقدّمة في الدليل السابق والآية التي تليها التي هي : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ...) (الأعراف : ١٥٧).
(٧) في «أ» : (للعرف) ، وما أثبتناه من «ب».
(٨) في «أ» : (المنفي) ، وما أثبتناه من «ب».