أمّا الصغرى ؛ فلأنّ القرآن الكريم نطق في عدّة مواضع أنّ مرتكب الذنب ظالم لنفسه (١) ، وإن (٢) كان الذنب بظلم الغير فلا كلام في أنّه ظالم قطعا للغير ولنفسه.
وأمّا الكبرى ؛ فلقوله تعالى : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٣).
ومن لم يهده الله لا يصلح أن يجعله الله هاديا بالضرورة ، فثبت قولنا : لا شيء من غير المعصوم بهاد بالضرورة.
[فنجعلها صغرى لقولنا : كلّ إمام هاد بالضرورة ، ينتج : لا شيء من غير المعصوم بهاد بالضرورة] (٤). هذا غير المعصوم بالفعل.
وأمّا غير واجب العصمة ـ أي غير معصوم بالإمكان الخاصّ ـ [فنقول : كلّ غير معصوم بالإمكان] (٥) ظالم بالإمكان ، ولا شيء من الإمام بظالم بالضرورة.
ينتج : لا شيء من غير المعصوم [بالإمكان بإمام] (٦) بالضرورة ، فيجب عصمة الإمام.
والصغرى بديهية ، والكبرى بمقتضى الآية (٧) ، فإنّ كلّ إمام يهديه الله بالضرورة ؛ لأنّ نصب الله تعالى إماما للهداية وليس بمهتد يلزم منه أحد الأمرين ، وهو : إمّا الجهل أو الإغراء به ، أو نقض الغرض.
واللازم بقسميه باطل.
__________________
(١) كقوله تعالى : (لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (البقرة : ٢٣١). وقوله : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ ...) (النساء : ١١٠). وقوله : (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (الطلاق : ١).
(٢) في «ب» : (فإن) بدل : (وإن).
(٣) البقرة : ٢٥٨ ، آل عمران : ٨٦
(٤) من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) من «ب».
(٧) وهو قوله تعالى : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (البقرة : ٢٥٨. آل عمران : ٨٦).