السابع عشر : قال الله تعالى : (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (١).
دلّت هذه العبارة على انحصار قوله وفعله وتركه وتقريره فيما يوحي الله إليه ، وذلك واجب في الأحكام الشرعية قطعا.
والإمام عليهالسلام يجب أن يكون كذلك ؛ لأنّه قائم مقامه ، ولأنّه تعالى ساوى بين طاعته وطاعة الرسول وطاعة الإمام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) ، فتنتفي الفائدة من نصبه.
وغير المعصوم لا يعلم منه ذلك ، والظنّ لا يقوم مقامه ، والقرآن دالّ على ذلك (٣).
الثامن عشر : الإمام متّبع للوحي كالنبيّ بالضرورة ، ولا شيء من غير المعصوم كذلك بالإمكان ، فلا شيء من الإمام بغير معصوم بالضرورة.
التاسع عشر : قال الله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (٤).
المراد بقوله : (وَالْمُؤْمِنُونَ) بعض المؤمنين ، فلا بدّ وأن يكون نظر هذا البعض مساويا لنظر الرسول ، فيكون معصوما ؛ لأنّ غير المعصوم لا يساوي نظره لنظر النبيّ عليهالسلام ، فهذا البعض إمّا أن يكون هو الإمام ، أو غيره.
والثاني محال ؛ لأنّ الإمام أعلى مرتبة من الكلّ ، فتعيّن أن يكون هو [الإمام] (٥) ، وهو المطلوب.
__________________
(١) يونس : ١٥.
(٢) النساء : ٥٩.
(٣) بقوله تعالى : (وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (يونس : ٣٦). وقوله تعالى : (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات : ١٢).
(٤) التوبة : ١٠٥.
(٥) في «أ» و «ب» : (المعصوم) ، وما أثبتناه من هامش «ب».