الثامن والثلاثون : قال الله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (١).
الإمام يرشد الناس إلى [صيرورتهم] (٢) من هؤلاء ، ويدعوهم إلى ذلك ويحملهم عليه بالضرورة ؛ لأنّه مكمّل لمن اتّبعه ، ولا شيء من غير المعصوم يفعل ذلك بالإمكان ، فلا شيء من الإمام بغير معصوم بالضرورة ، [وهو] (٣) المطلوب.
فهذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب من الأدلّة الدالّة على وجوب عصمة الإمام عليهالسلام ، وهي ألف دليل ، فإنّ الأدلّة على ذلك لا تحصى ، [وهي] (٤) براهين قاطعة ، لكن اقتصرنا على ألف دليل لهم [عن] (٥) التطويل.
وذلك في غرّة رمضان المبارك سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، وكتب (٦) حسن بن مطهّر ببلدة جرجان (٧) في صحبة السلطان الأعظم غياث الدين محمد أولجايتو (٨) خلّد الله ملكه.
__________________
(١) يونس : ٢.
(٢) في «أ» و «ب» : (ضرورتهم) ، وما أثبتناه من هامش «ب» خ ل.
(٣) في «أ» : (فهو) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) من «ب».
(٥) في «أ» : (على) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) في «أ» : زيادة : (محمّد) بعد : (وكتب) ، وما أثبتناه موافق لما في «ب».
(٧) جرجان : مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ، فتحها سويد بن مقرن بالصلح على أن يؤدّي أهلها الجزاء في سنة ٢٢ ه. وقيل : إنّ أوّل من أحدث بناءها هو يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. انظر : تاريخ الطبري ٥ : ١٣٩. معجم البلدان : ١٣٩ ـ ١٤٢. الكامل في التاريخ ٣ : ١٢.
(٨) السلطان محمّد أولجايتو خان خدابنده بن أرغون بن أبقا خان بن هلاكو بن تولي بن جنكيزخان المغولي. ولد في (١١ ذي الحجة سنة ٦٨٠ ه) وتشيّع على يد العلّامة الحلّي بقصّة معروفة ، وأصبح التشيّع مذهبا رسميا في بلاد إيران في وقته ، فأدخل أسماء الأئمّة عليهمالسلام في الخطب والسكّة. توفي ليلة عيد الفطر سنة (٧١٦ ه) ودفن في مدينة سلطانية في المقبرة التي كان قد أنشأها بجنب قبة أبواب البر. وكان قد بقي في الملك اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر. انظر : أعيان الشيعة ٩ : ١٢٠ ـ ١٢١.