والإمام هاد إلى ذلك ، فلا بدّ وأن يكون بهذه الصفة أيضا كماله الذي يقتضي عصمته ، وإلّا لكان ناقصا في القوّة العملية و [العلمية] (١) ، هذا خلف.
الثاني والتسعون : (٢) النبيّ صلىاللهعليهوآله [عامّ] (٣) الدعوة للإمام ولغيره ، فلا يخلو إمّا أن يكون قد كملت هذه الصفات الأربع التي جاء النبيّ صلىاللهعليهوآله لتكميلها فيه ، أو لا.
والثاني محال ؛ [لأنّه إمّا محال] (٤) فلا يكون مكلّفا بالبعض ؛ لاستحالة التكليف بالمحال. وإمّا ممكن فيجب حصوله ؛ لأنّ النبيّ فاعل شديد الحرص ، والإمام قابل ، وهو ظاهر.
والأوّل هو المطلوب ، وهو يستلزم العصمة.
الثالث والتسعون : قد علم بهذه الآية (٥) الكريمة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله إنّما بعث لتكميله هذه الصفات الأربع ، وأوجب الله تعالى طاعته والتأسّي به ؛ ليحصل للمطيع له عليهالسلام في كلّ أوامره ونواهيه المتأسّي به [كمال هذه الصفات.
فكلّ من أوجب طاعته كوجوب طاعة النبيّ ، ويكون أولى بالتصرّف في الأمّة كالنبيّ ، [فلا بدّ] (٦) وأن يكون المطيع له في أوامره ونواهيه المتأسّي به] (٧) يحصل له [هذه] (٨) الغاية كما حصل من اتّباع النبيّ وطاعته ؛ لأنّ مساواة (٩) وجوب طاعة الأمرين يستلزم اتّحاد غايتهما وتساوي الأمرين في الأداء إلى الغاية.
__________________
(١) في «أ» : (العملية) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) في «أ» زيادة : (قوله تعالى) بعد : (التسعون) ، وما أثبتناه موافق لما في «ب».
(٣) من «ب».
(٤) من «ب».
(٥) (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ ...) الجمعة : ٢ المتقدّمة في الدليل التسعين.
(٦) في «ب» : (فلا يكون) ، وما أثبتناه للسياق.
(٧) من «ب».
(٨) من «ب».
(٩) في «أ» و «ب» زيادة : (النبيّ) بعد : (مساواة) ، وما أثبتناه موافق للسياق.