ونصب إمام معصوم [ممكن] (١) ، والله تعالى قادر على كلّ مقدور ، فلا يحسن من الحكيم نصب غير المعصوم والأمر باتّباعه طلبا للهداية مع مساواتها ضدّها وعدمها في نفس الأمر وعند المكلّف مع قدرته على المعصوم.
الثامن والتسعون : قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (٢).
وجه الاستدلال : أنّ اطمئنان القلب أمر مطلوب في الأمور الدينية الكلّية ، ولا ريب أنّ الإمامة من الأمور الدينية الكلّية ؛ لأنّ المكلّف يقتل ويقتل ، ويأخذ الأموال ، ويضرب الحدود ، ويفعل العبادات ، ويصحّ المعاملات بقوله وبأمره وإشاراته ، وهذه الأمور كلّية.
ولأنّ الإمامة [نيابة] (٣) النبوّة في كلّ الأمور ، فيكون اطمئنان القلب فيها أمرا مهمّا مطلوبا ، ولا يحصل إلّا بعصمة الإمام ، فيجب أن يكون الإمام معصوما.
التاسع والتسعون : الله تعالى لطيف بعباده رحيم في غاية اللطف والرحمة ، والإمام المعصوم طريق أمن للمكلّف من الخوف ، والإمام غير المعصوم طريق خوف ، وهو ظاهر.
فلا يناسب نصب الإمام غير المعصوم لطف الله ورحمته [بعباده] (٤) وإرادته إسلامهم وهدايتهم ، والمناسب للّطف (٥) والرحمة الإمام المعصوم ، فتعيّن نصبه.
المائة : الإمام مرشد دائما ، [ولا شيء من غير المعصوم بمرشد دائما] (٦) ، فلا شيء من غير المعصوم بإمام.
__________________
(١) من «ب».
(٢) البقرة : ٢٦٠.
(٣) في «أ» : (نباة) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (بعبادته) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) في «ب» : (اللطف) بدل : (للّطف).
(٦) من «ب».